الخميس، 8 أكتوبر 2009

الحمد لله




لجأ بعض المفسرين إلى تفسير آخر للآيات (الانشقاق 16-21) برحلة النبي
صلي الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج كما قال ابن جرير والطبري
وابن كثير رواية عن ابن مسعود رضي الله عنهم جميعا أن الفعل "لتركبن"
يمكن قراءته بفتح الباء وليس بضمها كما في البند السابق، أي بالخطاب
المؤكد للمفرد وليس للجمع، إشارة إلى رحلة المصطفي -عليه السلام-،
وعروجه بالبراق في السماء في الإسراء والمعراج بمعني "لتركبن يا محمد
سماء بعد سماء" تعبيرا عن ركوبه -صلي الله عليه وسلم- طبقا عن طبق
في هذه الرحلة الدنيوية، كما أن اللوم موجه للبشرية كلها التي سمعت عن
هذا الحدث ولا يؤمنون في الدنيا ولا يسجدون عند سماع القرآن.
وفيما يلي أقدم نقدًا موضوعيًا لهذا التفسير:
1- على الرغم من أن المفسرين هنا لجئوا لحقيقة لفظ الركوب والأطباق في
الدنيا وليس الآخرة وهذا صحيح إلا أنهم خالفوا النص بقراءتهم الشاذة
مخالفين القراءة الشائعة (بضم الباء لتركبن بضمير الجمع كما نزلت في
الوحي) وجعلوها بذلك بفتح الباء لتخص سيدنا محمد بمفرده في الركوب
طبقا عن طبق قائلين " لتركبن يا محمد سماء بعد سماء" وهذا خروج واضح
على النص الأصلي الموجه للبشرية بالجمع المقصود بالآية الكريمة في
مخاطبة البشر جميعا ممن ركبوا وسيركبون طبقا عن طبق في عصر
الفضاء الذي نعيشه الآن وما يليه من عصور أخرى متقدمة
بدليل سياق الجمع في عتابهم {فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ
الْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ}.
2-الإسراء والمعراج رحلة فضاء خارقة للطبيعة علاوة على أنها خاصة
بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يرها الكفار في عصر الرسول أو بعده حتى
يعاتبهم الله لعدم إيمانهم برحلة لم يحضروها أو يشاهدوها، ولهذا أرى أن
السياق القرآني لا بد أن يكون هنا بالجمع لكل من سيركبون طبقا عن طبق
لارتياد الفضاء حاليا ومستقبلا ركوبا حقيقيا وليس مجازيا.


ولكل من سيشاهدون عصر الفضاء ويحق عليهم اللوم لعدم الإيمان والسجود
بعد ركوبهم أو رؤيتهم للأطباق أي سفن الفضاء المتوالية طبقا عن طبق كما
سنشرح فيما بعد.
3-رحلتا الإسراء والمعراج مذكورتان في آيات أخرى (الإسراء 1)، و
(النجم 1-18) على الترتيب بأسلوب قرآني مباشر يدل على أن الرسول
صلى الله عليه وسلم أسري به إلى المسجد الأقصى وعرج به حتى سدرة
المنتهى ولم يكن للنبي دور في وسيلة العروج في الرحلتين.


وهكذا يتضح اختلاف آراء المفسرين لآيات (الانشقاق 16-21) بين
التفسير الأخروي بيوم القيامة والدنيوي بالإسراء والمعراج، ومحاولة اللجوء
إلى المجاز أو القراءة الشاذة لفهم معاني الآيات على قدر تصوراتهم التي لم
تستطع إدراك ارتياد الفضاء في عصر لا يركب الناس فيه سوى الخيل
والبغال والحمير والإبل.
بل إننا -نحن المعاصرين- للحدث ما كان يمكن لنا قبل منتصف هذا القرن
فهم هذه الآيات على أنها رحلة للقمر، والحمد لله فقد ظهر الإعجاز العلمي
لهذه الآيات القرآنية في عصرنا وصدق تعالى بقوله:{سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ
تَسْتَعْجِلُونِ} (الأنبياء: 37)
وبقوله: {وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} (النمل: 93) وبقوله: {إِنْ
هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} (ص: 87-88) وبقوله:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ
بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: 53).

Copyright © 2003• All Rights Reserved • UAEFALAK.NET

» التفسير الدينوي برحلة الاسراء والمعراج» التفسير الدينوي برحلة الاسراء والمعراج» التفسير الاخروي بحوادث يوم القيامة