الاثنين، 9 يوليو 2012

من قصص الفتيات و الزوجات 2

فاطمة والكلية الواحد ة كتب "اقتربت الساعة من الرابعة صباحاً.. كل شيء حولها ساكن لا شيء يتحرك سوى أوراق الشجر عندما يداعبها نسيم السَّحر.. أغصان الشجرة تتدلى بالقرب من النافذة تكاد أن تعانقها.. الهدوء والسكينة يعمان كل شيء.. فجأة انطلق صوت المنبه.. تررررن.. تررررن.. تررر.. أسكتت خديجة هذا الصوت المزعج في سرعة فائقة وهبت من الفراش., توجهت متثاقلة إلى دورة المياة.. مشيتها الثقيلة صارت معتادة بالنسبة لها؛ فهي في نهاية الشهر الثامن من الحمل.. بطنها كبير وأرجلها متورمة.. أصبحت تتعب بسهولة.. وحتى تنفسها تجد فيه صعوبة.. وجهها شاحب.. جفونها متدلية من كثرة البكاء.. ولكنها لا بد أن تقوم في ذلك الوقت.. فلم يبقَ على آذان الفجر سوى ساعة واحدة!! < خديجة من أقرب صديقاتي.. كان قد مر على زواجها حوالي ثلاث سنوات فبالطبع كانت فرحتها وفرحة زوجها غامرة عندما عرفا أنها حامل. ولكن في أحدى زيارتها للطبيبة المتخصصة وبعد إجراء الاختبارات اللازمة أخبرتها الطبيبة أن الابنه التي تحملها في أحشائها عندها كلية واحدة فقط!! سبحان الله! الأطباء هنا في الغرب بالرغم من تفوقهم العلمي إلا أنهم يفتقدون المشاعر الإنسانية؛ فها هي خديجة في صدمة رهيبة مما سمعت والطبيبة تخبرها في منتهى البرود أنه لا يوجد حل فوري ولكن بعد الولادة من الممكن أن تجرى فحوصات على المولودة لتحدد صلاحية الكلية الواحدة, وإن لم تكن صالحة فعمليات زراعة الكلى أصبحت مثل عمليات الّلوز!! خرجت خديجة من عند الطبيبة وهي في حالة ذهول.. لا تدري كيف وصلت إلى بيتها!! أول مولودة لها و بكلية واحدة!! ما العمل؟ هل من الممكن أن تكون الطبيبة مخطئة؟ بحثت خديجة وزوجها عن أحسن الأطباء في هذا المجال ولكن كل طبيب كان يأتي بنفس التشخيص.. كلية واحدة!! ومع كل زيارة لكل طبيب منهم كان أملها يقل ويضعف وفي النهاية سلمت للأمر الواقع. وآخر طبيب قال لها ألا تتعب نفسها فالوضع لن يتغيير.. وأدركت خديجة في تلك اللحظة أنه ليس بيدها شيء سوى التوجه إلى الله بالدعاء.. ومنذ ذلك اليوم قررت أن تقوم في الثلث الأخير من الليل للصلاة والدعاء لابنتها التي لم تولد بعد؛ فقد أخبر سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (البقرة:186) "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (الأنعام:17) "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (يونس:107) "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (غافر:60) وأيضاً ورد في الحديث الشريف, عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا, حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له" (رواه البخاري ومسلم) أيقنت خديجة أنه لا ملجأ إلا إليه فلم تتردد في القيام يومياً قبل الفجر بساعة أو أكثر بالرغم من التعب الذي كانت تعانيه من الحمل ومن قلة النوم.. يومياً تتجه في الثلث الأخير من الليل إلى سجادتها في مصلاها وتسجد في خشوع وتسأله سبحانه وتعالى أن يرزقها ابنة بصحة جيدة وكليتين! كانت تلح في دعائها وتبكي إلى أن تبتل سجادتها. لم تكل يوماً أو تمل.. جسدها أصبح منهكاً.. الركوع والسجود أصبحا في غاية الصعوبة ولكنها لم تتراجع أو تشكو ولو مرة واحدة. وكلما أخبرتها الطبيبة بنفس النتيجة مع كل زيارة ومع كل فحص ازداد عزم خديجة على القيام في الثلث الأخير من الليل. أشفق عليها زوجها من كثرة القيام وخشي عليها من الصدمة عند مولد الابنة ذات كلية واحدة وكان دائماً يذكرها بأن الله سبحانه وتعالى قد يؤخر الاستجابة؛ فقد روى أبو سعيد رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته, وإما أن يدخرها له في الآخرة, وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" رواه أحمد في المسند. وكانت هي تذكر زوجها بأن لا حيلة لها إلا أن تسأل الله؛ فإن لم تسأله هو سبحانه وتعالى فمن تسأل؟؟!! لا تسألنَّ بني آدم حاجـــة *** وسل الذي أبوابه لا تحـــجب الله يغضب إن تركت سؤاله*** وبني آدم حين يُسأل يغضب وكيف لا تسأله وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى: ".. يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني, فأعطيت كلَّ إنسان مسألته, ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقُص المخيط إذا أُدخل البحر" رواه مسلم قبل الموعد المتوقع للولادة بحوالي أسبوعين حضرت خديجة لزيارتي، ودخل وقت صلاة الظهر فصلينا وقبل أن نقوم من جلستنا امتدت يد خديجة إلي وأمسكت بذراعي وأخبرتني أنها تحس بإحساس غريب. سألتها إن كانت تحس بأي ألم فأجابت بالنفي ولكن للزيادة في الاطمئنان قررنا الاتصال بالطبيبة فطلبت منا مقابلتها في المستشفى. حاولنا الاتصال بزوج خديجة لكن بدون جدوى؛ فهو في صلاة الجمعة. فتوكلنا على الله وذهبنا إلى المستشفى وتعجبنا أنهم أخبرونا أنها في حالة ولادة!! فجلست بجانبها أشد من أزرها وأربت على كتفها... وكانت والحمد لله كثيرة الدعاء، وبالرغم من الآلام إلا إنها كانت تسأل الله أن يرزقها ابنى بصحة جيدة وكليتين!! وولدت فاطمة.. صغيرة الحجم.. دقيقة الملامح.. وجهها يميل إلى الزرقة، وفي ظهرها نقرة (نغزة) صغيرة قرب موقع الكلية، كأن جسدها الصغير امتص فراغ الكلية الناقصة.. بكيت وبكت خديجة ووسط دموعها كانت تتسأل عن حالة ابنتها.. بماذا أرد؟! ماذا أقول لأم أعياها السهر وتهدلت جفونها من البكاء وما زالت تتألم؟!! "ما شاء الله حلوة".. حاولت أن أقول شيئاً أخراً ولكن الكلمات انحبست!! وسبحان الله ما كانت إلا دقائق معدودة وتحول اللون الأزرق إلى لون وردي، ودققت في وجه فاطمة.. سبحان الخالق.. وجهها جميل، ولكن كل ما نظرت اليها تذكرت المشاكل التي قد تواجهها بسبب الكلية الواحدة. لم أتكلم ولم تتكلم خديجة فكل واحدة منا كانت تفكر.. ماذا سيكون مصيرالطفلة ذات الكلية الواحدة؟!! حضر أطباء الأطفال وأجروا الفحص المبدئي وأبلغونا أنها فيما يبدو طبيعية ولكن لا بد من إجراء فحوصات مكثفة لمعرفة صلاحية الكلية وهذا لن يتم إلا بعد أسبوعين من ميلادها. ترددت خديجة كثيراً في أخذ فاطمة لإجراء الفحص الشامل. قالت لي في يوم من الأيام "قدر الله وما شاء فعل.. لا داعي لأن أرهق جسدها الضيئل بتلك الفحوصات". ولكنها أخذت بالأسباب وقررت إجراء تلك الفحوصات. وجاء اليوم الموعود وجلسنا في غرفة الانتظار نترقب خروج الطبيبة لتخبرنا عن حالة الكلية الواحدة.. هل ستحتاج فاطمة إلى كلية "جديدة" أم أن كليتها الواحدة ستقوم بعمل الكليتين؟؟!! وخرجت الطبيبة وعلى وجهها ابتسامة باهتة.. توجهت إلينا وقالت "لا أدري ماذا أقول ولا اعرف ماذا حدث!! لكن ابنتك بصحة جيدة وبكليتين!!" أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاء!! ما أجمل أثر الدعــاء وما أرحـــــــــم الله بخلقه!! ** فاطمة تبلغ الآن الخامسة من عمرها.. حفظها الله وجعلها قرة لعين والديها. ذو الحجة 1422" سائل بالباب !! تم الزفاف على الطريقة الإسلامية البسيطة ، ودخل العروسان إلى منزلهما ، وقدمت الزوجة العشاء لزوجها ، واجتمعا على المائدة ، وكانت تلك هي ليلة زفافهما الأولى، وفجأة سمع الإثنان صوت دق الباب ، فانزعج الزوج وقال غاضباً : من ذا الذي يأتي في هذه الساعة؟ فقامت الزوجة لتفتح الباب ، وقفت خلف الباب وسألت : من بالباب ؟ فأجابها الصوت من خلف الباب : سائل يريد بعض الطعام . فعادت إلى زوجها ، فبادر يسألها : من بالباب ؟ فقالت له: سائل يريد بعض الطعام .......فغضب الزوج وقال: أهذا الذي يزعج راحتنا ونحن في ليلة زفافنا الأولى؟ فخرج إلى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً ، ثم طرده شر طردة.......فخرج الرجل وهولا يزال على جوعه والجروح تملأ روحه وجسده وكرامته ..... ثم عاد الزوج إلى عروسه وهو متضايق من ذاك الذي قطع عليه متعة الجلوس مع زوجته ، وفجاة أصابه شيء يشبه المسّ وضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، فخرج من منزله وهو يصرخ ، وترك زوجته التي أصابها الرعب من منظر زوجها الذي فارقها في ليلة زفافها.......ولكنه قضاء الله وقدره........ صبرت الزوجة واحتسبت الأجر عند الله تعالى ، وبقيت على حالها لمدة 15 سنة ، وبعد 15 سنة من تلك الحادثة، تقدم شخص مسلم لخطبة تلك المرأة ، فوافقت عليه وتم الزواج ، وفي ليلة الزفاف الأولى اجتمع الزوجان على مائدة العشاء ، وفجأة سمع الإثنان صوت الباب يقرع ، فقال الزوج لزوجته : اذهبي فافتحي الباب . فقامت الزوجة ووقفت خلف الباب ، ثم سألت : من بالباب؟ فجاءها الصوت من خلف الباب : سائل يريد بعض الطعام . فرجعت إلى زوجها ، فسألها : من بالباب ؟ فقالت له : سائل يطلب بعض الطعام ............فرفع الزوج المائدة بيديه وقال لزوجته : خذي له كل الطعام ، ودعيه يأكل إلى أن يشبع ، وما بقي من طعام فسنأكله نحن . فذهبت الزوجة وقدمت الطعام للرجل ، ثم عادت إلى زوجها وهي تبكي ، فسألها : ماذا بك؟ لم تبكين؟ ماذا حصل؟ هل شتمك؟ فأجابته والدموع تفيض من عينيها : لا . فقال لها : فهل عابك؟ فقالت : لا . فقال : فهل آذاك؟ فقالت : لا. – إذن ففيم بكاؤك؟ قالت : هذا الرجل الذي يجلس على بابك ويأكل من طعامك ، كان زوجاً لي قبل 15 عاماً ، وفي ليلة زفافي منه ، طرق سائل بابنا ، فخرج زوجي وضرب الرجل ضرباً موجعاً ثم طرده ، ثم عاد إلي متجهماً ضائق الصدر، ثم أظنه جن أو أصابه مس من الجن والشياطين ، فخرج هائماً لا يدري أين يذهب ، ولم أره بعدها إلا اليوم ، وهو يسأل الناس ........فانفجر زوجها باكياً ، فقالت له: ما يبكيك؟ فقال لها : أتعرفين من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك؟ فقالت : من ؟ فقال لها : إنه أنا ............. فسبحان الله العزيز المنتقم ، الذي انتقم لعبده الفقير المسكين الذي جاء مطأطئ الرأس يسأل الناس ، والألم يعصره من شدة الجوع ، فزاد عليه ذلك الزوج ألمه ، وجعله يخرج وقلبه يعتصر لما أصابه من إهانة جرحت كرامته وبدنه .... لكنه علم أن الله لا يرضى بالظلم ، فأنزل الله عقابه على من احتقر انساناً وظلمه ، وكافئ عبداً صابراً على صبره ، فدارت بهما الدنيا ورزق الله عبده المسكين فأغناه عن الناس ، وأرسل بلاءه على الرجل الظالم ففقد عقله وفقد ماله ، ثم صار يسأل الناس ..... وسبحان الله الكريم الذي رزق أمة مؤمنة صبرت على ابتلاء الله 15 سنة ، فعوضها الله بخير من زوجها السابق. هذه القصة سمعتها من والدي - ليلة 27 من رمضان من عام 1422هـ - ، وقد أخبرني بأن هذه الخطبة لفضيلة الشيخ عمر البغدادي في مسجد الحمد بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وقد عاد والدي يومها على غير العادة مبتسماً يبدو عليه الرضا والارتياح ، واخبرنا بهذه القصة التي كانت خاتمة لثلاث أو أربع خطب لنخبة من الشيوخ والائمة ، وكانت كما يقول هي الخطبة الوحيدة التي سكنت لها أرجاء المسجد ، وجعلت كل من فيه يستمعون بصمت وانتباه وكأنهم طلبة في مدرسة ، و يستعيدون ثقتهم بالله وتفاؤلهم بالنصر ، ونبهتني وإخواني إلى أهمية الصبر والدعاء. تحمّل عجيب من امرأة امرأة عملت لابنها عملية في القلب طفل عمره سنتين ونصف، وبعد يومين من العمليه وابنها بصحة جيده ، وإذا به يصاب بنزيف من الحنجره أدى إلى توقف قلبه 45 دقيقة. قال لها أحد الزملاء احتمال أن يكون ابنك مات دماغياً واظن ان ليس له آمل في الحياه. أتعلمون ماذا قالت ؟ قالت : الشافي الله ، المعافي الله أسأل الله إن كان له خياًر في الشفاء أن يشفيه ، ولم تقل غيرها. ثم استدارت وأخذت مصحفها الصغير الأزرق وجلست تقرأ عليه. وهذا حالها إلى أن بدأ يتحرك ، وعندما بدأ يتحرك- الحمد لله - حمدنا الله على هذا، وفي ثاني يوم يأتيه نزيف شديد مثل نزيفه الأول ويتوقف قلبه ، ويتكرر هذا النزيف ست مرات ونقول لها إن ابنك مات دماغياً وهي تقول الحمد لله الشافي ربي ،هو المعافي ، وتعيد كلماتها ثم تنصرف ، وتقرأ عليه ، وبعد أن سيطر أطباء القصبة الهوائية على النزيف بعد ستة أسابيع إذا به يبتلى بخراّج كبير والتهابٍ في الدماغ ، قلنا ابنك وضعه حرج جداً وحالته خطيره قلنا لها هذا الكلام، فردت: الشافي هو الله ، وانصرفت تقرأ عليه القرآن ،فبرئ من هذا الخراج الكبير بعد أسبوعين، وبعد أسبوع من شفائه من الخراج الذي اصاب دماغه، إذا به يصاب بتوقف والتهاب حاد بالكلى أدى إلى فشل كلوي حاد كاد أن يميته، والأم مازالت متماسكة متوكله منطرحه على ربها وتردد الشافي هو الله ثم تذهب وتقرأ من مصحفها عليه، بعد أن تحسنت كلاه يصاب بمرض عجيب لم أره في حياتي بعد أربعة أشهر من العملية يصاب بالتهاب في الغشاء البلوري المحيط بالقلب مما اضطر الى فتح القفص الصدري وتركه مفتوحاً ليخرج الصديد ووالدته تردد اسأل الله أن يشفيه هو الشافي المعافى وتنصرف عنا . وبعد ستة أشهر في الانعاش يخرج ابنها من الإنعاش لايرى لا يتكلم لا يتحرك وصدره مفتوح وظننا أن هذه نهايته وخاتمته، توقف قلبه خمس أوست مرات، المهم هذه المرأة استمرت كما هي تقرأ القرآن صابره لم تشتكي إلا لله ولم تتضجر كعادة كثير من مرافقي المرضى الذين ادت حالتهم الصحيه لان يمكثوا في الانعاش لفترة طويله والله ياإخوان ماكلمتني بكلمة واحدة لاهي ولا زوجها وكل ماهم زوجها بالسؤال تحاول ان تهدأه أو ترفع من معنويته وتذكره بأن الشافي الله ، المهم بعد شهرين بعد أن حوّلنا الطفل لقسم الأطفال ذهب الطفل إلى بيته ماشياً يرى ويتكلم كأنه لم يصب به الشيء من قبل . لم تنته القصة العجيب ما رأيته بعد سنة ونصف من هذه المرآه، رأيتها هي وزوجها حضروا للسلام عليّ لأن عندهم موعد للطفل والطفل طبيعياً بصحة جيده ،وجدتها تحمل طفلاً صغيراً عمره شهرين قلت للزوج ما شاء لله هذا الرضيع رقمه سته او سبعه في العائلة فرد الزوج هذا الثاني الولد الأول الذي عالجته جاءنا بعد 17 عاماً من الزواج والعلاج من العقم ، انظروا يا إخوان امرأة بعد 17 من الصبر والعقم ترزق لبناً وهذا الأبن يكاد أن يموت ابنها أمامها مرات ومرات وهي لاتعرف إلا لا إله إلا الله الله الشافي المعافي أي اتكال وأي امرأة هذه ، الأيمان ياإخوان الإيمان والاحتساب هذا ما نريده وهذا ما نفقده اليوم إلا فيمن رحم ربي. للأسف يجيء المريض يعمل العملية وهو قلق خائف نادراً منهم المتكل على الله، بالأمس يوم الأربعاء أحد مرضاي أقلقني أنا أنا خفت من كثرة قلقه ينتفض وحالته يرثى لها مع أنه أستاذ جامعي وله مركز، قضية الاتكال عندنا تحتاج وجهة نظر ، تعرفون السبب ؟ السبب صلاتنا ، سببه أننا لا نقوم الليل ، سببها إيماننا قليل نخاف من الموت لأن اعمالنا قليله وذنوبنا كثيره فلذا نحن نظن اننا لسنا مستعدين للموت. د/خالد الجبير ضدان يا أختاه !! بسم الله الرحمن الرحيم حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأول من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولةٍ غربية ، كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً ، بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فرغاً ، قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً ، أو أن ييسّر الله لي فيه جاراً طيباً يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ، نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ، ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد! وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ ... فتاةُ في مَيْعة الصِّبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزيَّنة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرِّقة والجمال .. كان العطر فوَّاحاً ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكيَّة ، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الرُّكاب ، حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رأيتُه يحاصر المكان بعينيه ، ووجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) (( ألا وإنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )). ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها (( لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ))؟ كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها ، ليست لغيره من الناس ، وما دامت له فإن طيبَها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ، كان هذا الجواب واضحاً ، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ، قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يَفُحْ طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة ، أكانت الأنظار اللاَّهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟ عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير ، أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال ، وقدَّمته إليَّ ، تناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكتٌ ،ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجَّهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً - كما أظن - ، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك دَيْدَنَه ، كتبت قصاصة صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات ؟ ))، فلم يلتفت بعدها . عندما غاصتْ الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتُها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ، ووجهتْ حديثها إليَّ قائلة ً إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذَّة ، ومن حسن حظي أنني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة ًشعرية رائعة لهذا المنظر ... لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا..لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ، لقد بدا وجهها ملوَّناً بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صفَّـفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين ... قلت لها : سبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة .. قالت: إنها تدلُّ على قدرة الله تعالى .. قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسراراً عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلَّـغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد. قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إليَّ ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة .. لقد تمنَّيتُ من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف مَنْ أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها . وسكتُّ قليلاً كنت أحاور نفسي حواراً داخلياً مُرْبكاً ، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاءٍ ظاهرة ، أم أترك ذلك إلى آخر المطاف ؟ وبعد تردُّد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها. وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصاتٍ ملوَّنة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي ... وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة .. إنها خواطر حالمة ، هي فتاة رقيقة المشاعر جداً ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سبباً في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوارٍ شامل مع الفتاة .. قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنىً ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئاً ، فماذا أردتِ أن تقولي ...؟ بعد صمتٍ قالت : لا أدري ماذا أردتُ أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يخيَّم عليَّ الليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة ، أتأمَّل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علاَّنة ، بل تعجبني أحياناً ملامح أحد الفنانين فأتمنَّى لو أن ملامح زوجي كملامحه ، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحسُّ بالرغبة في النوم ، بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي ...، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكاناً . عجباً ، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها ... (( إنها مريضة )) قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج . قلت لها : ولكنَّ خواطرك هذه لا تعبر عن شيء ٍ مما قلت إنها عبارات برَّاقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق ... قالت : عجباً لك ، أنت الوحيد الذي تحدَّثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب ، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعثَ إلىَّ المحرِّر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة . وهنا سألتها مباشرة : هل لك هدفٌُ في هذه الحياة ؟! بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت لها : هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل . هل أنتِ مسلمة ؟!.. هنا تغيَّر كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغيَّر ، جلستها على المقعد تغيَّرت ، قالت : هل تشك في أنني مسلمة ؟ ! إني – بحمد الله – مسلمة ٌُ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ، لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد ، إني أرفض أن تتحدَّث بهذه الصورة ..... وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ... لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (( كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل ، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد ، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها – كما أخبرتني فيما بعد-، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني : أتشك في إسلامي ؟! قلت لها : ما معنى الإسلام ؟! قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال ! قلت لها: معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمتم النضج ، تُلوِّن وجهها بالأصباغ ، وتصفِّفُ شعرها بطريقة جيدة ، وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها ، فإذا رحلت خلعتها وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً ، نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان ..فمن قال إنك طفلة ... ؟! قالت : لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟ قلت لها : ما الإسلام ؟ ... قالت : الدين الذي أرسل الله به محمد صلى الله عليه وسلم ، قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار (( الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، و الخلوص من الشرك )) ، قالت : إي والله ذكرتني ، لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة ! قلت لها : ما معنى (( الانقياد له بالطاعة )) ؟ سكتت قليلاً ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلَّط عليَّ بهذه الصورة ، لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسئ إليك ؟ قلت لها : عجباً لك ، لماذا تعدّين حواري معك إساءة ؟ أين موطن الإساءة فيما أقول؟ قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ، أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني ، ولكن بطريقة غير مباشرة .. قلت لها : ألست مسلمة ؟ قالت : لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك ، وأرجوك ألا تتحدث معي مرة أخرى . قلت لها : أنا متأسف جداً ، وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا ... ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنَّى فيه صاحبه على الإسلام ، ويقول : إنه دين الإرهاب ، وإن أهله يدعون إلى الإرهاب ، وقلت في نفسي : سبحان الله ، المسلمون يذبَّحون في كل مكان كما تذبح الشيِّاه ، ويقال عنهم أهل الإرهاب ... وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير ، وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلاً ، وعبارة تحت صورتها تقول : إنهم يهتكون أعراضنا ينزعون الحجاب عنَّا بالقوة وأن الموت أهون عندنا من ذلك ، ونسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ، وفوجئت بها تقول : ماذا تقرأ ؟ .. ولم أتحدث إليها ، بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نُقلت عنها ... ساد الصمت وقتاً ليس بالقصير ، ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام ... واستمر الصمت ... وبعد أن تجوَّلتُ في الطائرة قليلاً رجعت إلى مقعدي ، وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة ً : ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة !.. قلت لها : لا أدري ما معنى القسوة عندكِ ، أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة ً كنت أتوقع أن أسمع منك إجابة ًعنها ، إ لم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة ً كبيرة ؟ فلماذا تزعجك أسئلتي ؟ قالت : أشعر أنك تحتقرني .. قلت لها : من أين جاءك هذا الشعور ؟ قالت لا أدري . قلت لها : ولكنني أدري .. لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك ، إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ ، أنت تعيشين ما يمكن أن أسمّيه بالازدواجية ، أنت تعيشين التأرجح بين حالتين ... وقاطعتني بحدّة قائلة : هل أنا مريضة نفسياً ؟ ما هذا الذي تقول ؟! قلت لها : أرجو ألاَّ تغضبي ، دعيني أكمل ، أنت تعانين من ازدواجيةٍ مؤذية ، أنتِ مهزومة من الداخل ، لاشك عندي في ذلك ، وعندي أدلّة لا تستطيعين إنكارها . قالت مذعورة ً : ما هي ؟ قلت : تقولين إنك مسلمة ، والإسلام قول وعمل ، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أسس الإسلام (( الانقياد لله بالطاعة )) ، فهل أنت منقادة لله بالطاعة ؟ وسكتُّ لحظة ً لأتيح لها التعليق على كلامي ، ولكنها سكتتْ ولم تنطق ببنتِ شفةٍ – كما يقولون – كما يقولون – وفهمت أنها تريد أن تسمع ، قلت لها : هذه العباءة ، وهذا الحجاب اللذان حُشرا – مظلومَيْن – في هذه الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول .... قالت بغضب واضح : هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل ، المهم الجوهر . قلت لها: أين الجوهر؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة (( الإسلام )) الذي تؤمنين به ، ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر ، إن أحدهما يدلُّ على الآخر ، وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر ، اضطربت حياة الإنسان ... قالت : هل يعني كلامك هذا أنَّ كل من تلبس عباءة ً وتضع على وجهها حجاباً صالحة نقية الجوهر ؟ قلت لها : كلا ، لم أقصد هذا أبداً ، ولكنَّ من تلبس العباءة والحجاب تحقِّق مطلباً شرعياً ، فإن انسجم باطنها مع ظاهرها ، كانت مسلمة حقّة ، وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها ، فكان نزعُ هذا الحجاب – عندما تحين لها الفرصة هيِّناً ميسوراً ، إن الجوهر هو المهم ، وأذكِّرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية المسلمة ، ألم تقل : إن الموت أهون عليها من نزع حجابها ؟ لماذا كان الموت أهون ؟ لأنها آمنت بالله إيماناً جعلها تنقاد له بالطاعة فتحقق معنى الإسلام تحقيقاً ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها ، وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول عليه الصلاة السلام : (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )) . إنَّ لبس العباءة والحجاب – عندك – لا يتجاوز حدود العادة والتقليد ، ولهذا كان هيّناً عليك أن تنزعيهما عنك دون تردُّد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك الذي استقيت منه العادات والتقاليد ، أما لو كان لبسك للحجاب منطلقاً من إيمانك بالله ، واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرّق بين مجتمع ومجتمع ، ولا بلدٍ وبلدٍ لما كان هيّناً عليك إلى هذه الدرجة . الازدواجية في الشخصية – يا عزيزتي – هي المشكلة .. أتدرين ما سبب هذه الازدواجية ؟ فظننت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتةً ، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال.. قلت: سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادات والتقاليد ، وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه ، إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان ،ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل ، فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس ، وتلاعب به الشيطان ، وظلَّ كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين ... لم تقل شيئاً ، بل لاذت بصمت عميق ، ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة ... وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعاً بما قلت ، وتراني وُفَّقت فيما عرضت عليها ؟ لم أكن – في حقيقة الأمر – أعرف مدى التأثر بما قلت سلباً أو إيجاباً ، ولكنني كنت متأكداً من أنني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بما حينما توجه إليَّ بعض العبارات الجارحة ، ودعوت لها بالهداية ، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق . وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة ، عادت وعليها عباءَتُها وحجابها ... ولا تسل عن فرحتي بما رأيت ! قالت : إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد ، صدقت – حينما وصفتني – بأنني أعاني من الهزيمة الداخلية ، إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير من نبات المسلمين وأبنائهم ، يا ويلنا من غفلتنا ! أنَّ مجتمعاتنا النسائية قد استسلمتْ للأوهام ، لا أكتمك أيها الأخ الكريم ، أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات ، والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة ، لماذا نحن هكذا ؟ هل نحن مسلمون حقاًً ؟ هل أنا مسلمة ؟ كان سؤالك جارحاً ، ولكني أعذرك ، لقد رأيتني على حقيقة أمري ، ركبت الطائرة بحجابي ، وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب ، كنت مقتنعة بما صنعت ، أو هكذا خُيِّل إليَّ أني مقتنعة ، بينما هذا الذي صنعته يدلُّ حقاً على الانهزامية والازدواجية ، إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيراً ، ولكنك أرشدتني ، إني أتوب إلى الله وأستغفره . ولكن أريد أن أستشيرك . قلت وأنا في روضةٍ من السرور بما أسمع من حديثها : (( نعم ... تفضلي إني مصغ ٍ إليك )) . قالت : زوجي ، أخاف من زوجي . قلت : لماذا تخافين منه ، وأين زوجك ؟ قالت : سوف يستقبلني في المطار ، وسوف يراني بعباءتي وحجابي .. قلت لها : وهذا شيء سيسعده ... قالت : كلا ، لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس : إياك أن تنزلي إلى المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس ، إنه سيغضب بلا شك . قلت لها : إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجُك ، و بإمكانك أن تناقشيه هادئة فلعلَّه يستجيب ، إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة . وساد الصمت .... وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج يوصي زوجته بخلع حجابها ... أ هذا صحيح ؟! أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحداً تلو الآخر ، ونحن عنهم غافلون ، بل ، نحن عن أنفسنا غافلون . وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد ، وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد ، ولم أرها حين استقبلها زوجها ، بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في عالم النسيان ، كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كلَّ يوم ... كنت جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً بعنوان (( المرأة العربية وذكورية الأصالة )) لكاتبته المسمَّاة ((منى غصوب )) وأعجبُ لهذا الخلط ، والسفسطة ، والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمَّنه هذا الكتاب الصغير ، وأصابني – ساعتها – شعور عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم ، وفي تلك اللحظة الكالحة جاءني أحدهم برسالة وتسلَّمتها منه بشغف ، لعلَّي كنت أودُّ – في تلك اللحظة – أن أهرب من الألم الذي أشعله في قلبي ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تجرد المرأة من أنوثتها تماماً ، وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل ، فقرأت : (( المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير )) . أم محمد ؟ من تكون هذه ؟! وقرأت الرسالة ، وكانت المفاجأة بالنسبة إليَّ ، إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة ، والتي غاصت قصتها في عالم النسيان ! إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها : (( لعلَّك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم ، إِني أبشِّرك ؛ لقد عرفت طريقي إلى الخير ، وأبشرك أن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله ، وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها ، وأقول لك ، ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم ، لقد قرأت قصيدتك )) ضدان يا أختاه (( وفهمت ما تريد )) ! لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأت هذه الرسالة .... ما أعظمها من بشرى ..... حينما ، ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنت أقرؤه (( المرأة العربية وذكورية الأصالة )) ، ألقيت به وأنا أردد قول الله تعالى : { يُرِيدُونَ أن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ } .... ثم أمسكت بالقلم ... وكتَبْتُ رسالةََ ً إلى (( أم محمد )) عبَّرْتُ فيها عن فرحتي برسالتها ، وبما حملته من البشرى ، وضمَّنتها أبياتاً من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها ، منها : ضدان يا أختاه ما اجتمعا *** دين الهدى والفسق والصَّدُّ والله مـــــا أزرى بأمـــتنا *** إلا ازدواج مــــا لــه حَــدُّ وعندما هممت بإرسال رسالتي ، تبيَّن لي أنها لم تكتب عنوانها البريديَّ ، فطويتها بين أوراقي لعلّها تصل إليها ذات يوم . المصدر كتاب لا تغضب .. مناقشات هادئة للدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي قصيدة : ضدَّان يا أختاه .. العشماوي حوار مع فتاة معاكسة رنين الهاتف يعلوا شيئاً فشيئا .. والشيخ ( محمد ) يغط في سبات عميق … لم يقطعه إلا ذلك الرنين المزعج … فتح ( محمد ) عينيه .. ونظر في الساعة الموضوعة على المنضدة بجواره … فإذا بها تشير إلى الثانية والربع بعد منتصف الليل !!… لقد كان الشيخ ( محمد ) ينتظر مكالمة مهمة .. من خارج المملكة .. وحين رن الهاتف في هذا الوقت المتأخر .. ظن أنها هي المكالمة المقصودة .. فنهض على الفور عن فراشة .. ورفع سماعة الهاتف .. وبادر قائلاً : نعم !! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فسمع على الطرف الآخر … صوتاً أنثوياً ناعما يقول : لو سمحت !! .. هل من الممكن أن نسهر الليلة سوياً عبر سماعة الهاتف ؟!! فرد عليها باستغراب ودهشة قائلا : ماذا تقولين ؟!! … من أنتِ ؟!! .. فردت عليه بصوت ناعم متكسر : أنا اسمي ( أشواق ) .. وأرغب في التعرف عليك .. وأن نكون أصدقاء وزملاء ( !!! ) .. فهل عندك مانع ؟!! أدرك الشيخ ( محمد ) أن هذه فتاة تائهة حائرة .. لم يأتها النوم بالليل .. لأنها تعاني أزمة نفسية أو عاطفية .. فأرادت أن تهرب منها بالعبث بأرقام الهاتف !! فقال لها : ولماذا لم تنامي حتى الآن يا أختي ؟!! فأطلقت ضحكة مدوية وقالت : أنام بالليل ؟!!.. وهل سمعت بعاشق ينام بالليل ؟!!.. إن الليل هو نهار العاشقين !!! فرد عليها ببرود : أرجوك : إذا أردتِ أن نستمر في الحديث .. فابتعدي عن الضحكات المجلجلة والأصوات المتكسرة .. فلست ممن يتعلق قلبه بهذه التفاهات !! تلعثمت الفتاة قليلاً … ثم قالت : أنا آسفة … لم أكن أقصد !! فقال لها ( محمد ) ساخراً : ومن سعيد الحظ ( !!! ) الذي وقعتِ في عشقه وغرامه ؟!! فردت عليه قائلة : أنتَ بالطبع ( !!! ) فقال مستغرباً : أنا ؟!! .. وكيف تعلقتِ بي .. وأنتِ لا تعرفينني ولم تريني بعد ؟!! فقالت له : لقد سمعت عنك الكثير من بعض زميلاتي في الكلية .. وقرأت لك بعض المؤلفات .. فأعجبني أسلوبها العاطفي الرقيق .. والأذن تعشق قبل العين أحيانا ( !!! ) قال لها محمد : إذن أخبريني بصراحة …كيف تقضين الليل ؟!! فقالت له : أنا ليلياً أكلم ثلاثة أو أربعة شباب !! … أنتقل من رقم إلى رقم … ومن شاب إلى شاب عبر الهاتف .. أعاكس هذا .. وأضحك مع هذا .. وأمني هذا … وأعد هذا .. وأكذب على هذا .. وأسمع قصائد الغزل من هذا .. وأستمع إلى أغنية من هذا .. وهكذا دواليك حتى قرب الفجر !! .. وأردت الليلة أن أتصل عليك .. لأرى هل أنت مثلهم !! أم أنك تختلف عنهم ؟!! .. فقال لها : ومع من كنتِ تتكلمين قبل أن تهاتفينني ؟!!… سكتت قليلاً .. ثم قالت : بصراحة .. كنت أتحدث مع ( وليد ) .. إنه عشيق جديد .. وشاب وسيم أنيق !! .. رمى لي الرقم اليوم في السوق .. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة !!.. فقال لها الشيخ ( محمد ) على الفور : ثم ماذا ؟!! .. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه ؟!! فقالت بنبرة جادة حزينة : بكل أسف .. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرين الذين كلمتهم عبر الهاتف أو قابلتهم وجهاً لوجه … ما أبحث عنه ؟!! .. لم أجد عندهم ما يشبع جوعي النفسي .. ويروي ظمأي الداخلي !! .. سكتت قليلاً .. ثم تابعت : إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون !! .. خونة .. كذبة .. مشاعرهم مصطنعة .. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة .. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها .. تخرج من طرف اللسان لا من القلب .. ألفاظهم أحلى من العسل .. وقلوبهم قلوب الذئاب المفترسة .. هدف كل واحد منهم .. أن يقضي شهوته القذرة معي .. ثم يرميني كما يرمى الحذاء البالي .. كلهم تهمهم أنفسهم فقط .. ولم أجد فيهم إلى الآن – على كثرة من هاتفت من الشباب – من يهتم بي لذاتي ولشخصي !! .. كلهم يحلفون لي بأنهم يحبونني ولا يعشقون غيري .. ولا يريدون زوجة لهم سواي !! .. وأنا أعلم أنهم في داخلهم يلعنونني ويشتمونني !! .. كلهم يمطرونني عبر السماعة بأرق الكلمات وأعذب العبارات .. ثم بعد أن يقفلوا السماعة .. يسبونني ويصفونني بأقبح الأوصاف والكلمات !! .. إن حياتي معهم حياة خداع ووهم وتزييف !! .. كل منا يخادع الآخر .. ويوهمه بأنه يحبه !! وهنا قال لها الشيخ ( محمد ) : ولكن أخبريني : ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة .. عند أولئك الشباب التائهين التافهين .. فهل من المعقول أن تجديها عندي ؟!! .. أنا ليس عندي كلمات غرام .. ولا عبارات هيام .. ولا أشعار غزل .. ولا رسائل معطرة !! فقاطعته قائلة : بالعكس .. أشعر – ومثلي كثير من الفتيات – أن ما نبحث عنه .. هو موجود لدى الصالحين أمثالك ؟!! .. إننا نبحث عن العطاء والوفاء .. نبحث عن الأمان .. نطلب الدفء والحنان .. نبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى أعماق قلوبنا .. نبحث عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا .. دون أن يقصد من وراء ذلك .. هدفاً شهوانياً خسيساً .. نبحث عمن يكون لنا أخاً رحيما .. وأباً حنونا .. وزوجاً صالحا !! إننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا !! .. نبحث عن معنى الراحة النفسية .. نبحث عن الصفاء .. عن الوفاء .. عن البذل والعطاء !! فقال لها ( محمد ) والدموع تحتبس في عينيه حزناً على هذه الفتاة التائهة الحائرة : يبدو أنكِ تعانين أزمة نفسية .. وفراغاً روحياً .. وتشتكين هماً وضيقاً داخلياً مريرا .. وحيرة وتيهاً وتخبطا .. وتواجهين مأساة عائلية .. وتفككاً أسريا !! فقالت له : أنت أول شخص .. يفهم نفسيتي ويدرك ما أعانيه من داخلي !! فقال لها : إذن حدثيني عنك وعن أسرتك قليلا .. لتتضح الصورة عندي أكثر … فقالت الفتاة : أنا أبلغ من العمر عشرين عاما .. وأسكن مع عائلتي المكونة من أبي وأمي .. وثلاثة أخوة وثلاث أخوات .. واخوتي وأخواتي جميعهم تزوجوا إلا أنا وأخي الذي يكبرني بعامين .. وأنا أدرس في كلية ( ….. ) فقال لها : وماذا عن أمك ؟ وماذا عن أبيك ؟ فقالت : أبي رجل غني مقتدر ماليا .. أكثر وقته مشغول عنا .. بأعماله التجارية … وهو يخرج من الصباح .. ولا أراه إلا قليلا في المساء .. وقلما يجلس معنا .. والبيت عنده مجرد أكل وشرب ونوم فقط … ومنذ أن بلغت .. لم أذكر أنني جلست مع أبي لوحدنا .. أو أنه زارني في غرفتي .. مع أنني في هذه السن الخطيرة في أشد الحاجة إلى حنانه وعطفه .. آه !! كم أتمنى أن أجلس في حضنه .. وأرتمي على صدره .. ثم أبكي وأبكي وأبكي !!! لتستريح نفسي ويهدأ قلبي !!! وهنا أجهشت الفتاة بالبكاء … ولم يملك ( محمد ) نفسه … فشاركها بدموعه الحزينة . ***** بعد أن هدأت الفتاة .. واصلت حديثها قائلة : لقد حاولت أن أقترب منه كثيرا .. ولكنه كان يبتعد عني .. بل إنني في ذات مرة .. جلست بجواره واقتربت منه .. ليضمني إلى صدره .. وقلت له : أبي محتاجة إليك يا أبي … فلا تتركني أضيع … فعاتبني قائلا : لقد وفرت لكِ كل ما تتمناه أي فتاة في الدنيا !! .. فأنتِ لديك أحسن أكل وشرب ولباس … وأرقى وسائل الترفيه الحديثة .. فما الذي ينقصك ؟!!.. سكتُّ قليلا .. وتخيلت حينها أنني أصرخ بأعلى صوتي قائلة : أبي : أنا لا أريد منك طعاماً ولا شرابا ولا لباسا .. ولا ترفاً ولا ترفيها .. إنني أريد منك حنانا .. أريد منك أمانا … أريد صدراً حنونا .. أريد قلباً رحيما .. فلا تضيعني يا أبي !! ولما أفقت من تخيلاتي .. وجدت أبي قد قام عني .. وذهب لتناول طعام الغداء … وهنا قال لها ( محمد ) هوني عليك .. فلعل أباكِ نشأ منذ صغره .. محروما من الحنان والعواطف الرقيقة .. وتعلمين أن فاقد الشيء لا يعطيه !! .. ولكن ماذا عن أمك ؟ أكيد أنها حنونة رحيمة ؟ فإن الأنثى بطبعها رقيقة مرهفة الحس .. قالت الفتاة : أمي أهون من أبي قليلا .. ولكنها بكل أسف .. تظن الحياة أكلا وشربا ولبسا وزيارات فقط .. لا يعجبها شيء من تصرفاتي .. وليس لديها إلا إصدار الأوامر بقسوة .. والويل كل الويل لي .. إن خالفت شيئا من أوامرها ..و( قاموس شتائمها ) أصبح محفوظاً عندي .. لقد تخلت عن كل شيء في البيت ووضعته على كاهلي وعلى كاهل الخادمة .. وليت الأمر وقف عند هذا .. بل إنها لا يكاد يرضيها شيء .. ولا هم لها إلا تصيد العيوب والأخطاء .. ودائما تعيرني بزميلاتي وبنات الجيران .. الناجحات في دراستهن .. أو الماهرات في الطبخ وأعمال البيت .. وأغلب وقتها تقضيه في النوم .. أو زيارة الجيران وبعض الأقارب .. أو مشاهدة التلفاز … ولا أذكر منذ سنين .. أنها ضمتني مرة إلى صدرها .. أو فتحت لي قلبها … قال لها ( محمد ) وكيف هي العلاقة بين أبيك وأمك ؟ فقالت الفتاة : أحس وكأن كلا منهما لا يبالي بالآخر .. وكل منهما يعيش في عالم مختلف .. وكأن بيتنا مجرد فندق ( !!! ) .. نجتمع فيه للأكل والشرب والنوم فقط …. حاول محمد أن يعتذر لأمها قائلا : على كل حال .. هي أمك التي ربتك .. ولعلها هي الأخرى تعاني من مشكلة مع أبيك .. فانعكس ذلك على تعاملها معك … فالتمسي لها العذر .. ولكن هل حاولتِ أن تفتحي لها قلبك وتقفي إلى جانبها ؟ فهي بالتأكيد مثلك …. تمر بأزمة داخلية نفسية ؟ !!! فقالت الفتاة مستغربة : أنا أفتح لها صدري … وهل فتحت هي لي قلبها ؟ … إنها هي الأم ولست أنا .. إنها وبكل أسف .. قد جعلت بيني وبينها – بمعاملتها السيئة لي – جداراً وحاجزاً لا يمكن اختراقه !! فقال لها ( محمد ) ولماذا تنتظرين أن تبادر هي .. إلى تحطيم ذلك الجدار ؟!! .. لماذا لا تكونين أنتِ المبادرة ؟!!… لماذا لا تحاولين الاقتراب منها أكثر ؟!! فقالت : لقد حاولت ذلك .. واقتربت منها ذات مرة .. وارتميت في حضنها .. وأخذت أبكي وأبكي .. وهي تنظر إلي باستغراب !! .. وقلت لها : أماه : أنا محطمة من داخلي … إنني أنزف من أعماقي !! .. قفي معي .. ولا تتركيني وحدي … إنني أحتاجك أكثر من أي وقت مضى … !! فنظرت إلي مندهشة !!.. ووضعت يدها على رأسي تتحسس حرارتي … ثم قالت : ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟! … إما أنكِ مريضة !! .. وقد أثر المرض على تفكيرك .. وإما أنكِ تتظاهرين بالمرض .. لأعفيكِ من بعض أعمال المنزل .. وهذا مستحيل جداً … ثم قامت عني ورفعت سماعة التليفون .. تحادث إحدى جاراتها .. فتركتها وعدت إلى غرفتي .. أبكي دماً في داخلي قبل أن أبكي دموعاً !!.. ثم انخرطت الفتاة في بكاء مرير !! حاول ( محمد ) أن يغير مجرى الحديث فسألها : وما دور أخواتك وأخوتك الآخرين ؟ فقالت : إنه دور سلبي للغاية !! .. فالإخوان والأخوات المتزوجات .. كل منهم مشغول بنفسه .. وإذا تحدثت معهم عن مأساتي .. سمعت منهم الجواب المعهود : وماذا ينقصك ؟ احمدي ربك على الحياة المترفة … التي تعيشين فيها … وأما أخي غير المتزوج … فهو مثلي حائر تائه .. أغلب وقته يقضيه خارج المنزل .. مع شلل السوء ورفقاء الفساد .. يتسكع في الأسواق وعلى الأرصفة !! أراد الشيخ ( محمد ) أن يستكشف شيئاً من خبايا نفسية تلك الفتاة … فسألها : إن من طلب شيئاً بحث عنه وسعى إلى تحصيله … وما دمت تطلبين السعادة والأمان .. الذي يسد جوعك النفسي .. فهل بحثتِ عن هذه السعادة ؟؟ فقالت الفتاة بنبرة جادة : لقد بحثت عن السعادة … في كل شيء .. فما وجدتها !!! لقد كنت ألبس أفخر الملابس وأفخمها … من أرقى بيوت الأزياء العالمية .. ظناً مني أن السعادة حين تشير إلى ملابسي فلانة .. أو تمدحها وتثني عليها فلانة … أو تتابعني نظرات الإعجاب من فلانة … ولكنني سرعان ما اكتشفت الحقيقة الأليمة …. إنها سعادة زائفة وهمية .. لا تبقى إلا ساعة بل أقل … ثم يصبح ذلك الفستان الجديد الذي كنت أظن السعادة فيه … مثل سائر ملابسي القديمة .. ويعود الهم والضيق والمرارة إلى نفسي … وأشعر بالفراغ والوحدة تحاصرني من كل جانب .. ولو كان حولي مئات الزميلات والصديقات !! ظننت السعادة في الرحلات والسفرات .. والتنقل من بلد لآخر .. ومن شاطئ لآخر .. ومن فندق لفندق .. فكنت أسافر مع والدي وعائلتي .. لنطوف العالم في الإجازات .. ولكني كنت أعود من كل رحلة .. وقد ازداد همي وضيقي .. وازدادت الوحشة التي أشعر بها تجتاح كياني ….. وظننت السعادة في الغناء والموسيقى … فكنت أشتري أغلب ألبومات الأغاني العربية والغربية التي تنزل إلى الأسواق … فور نزولها .. وأقضي الساعات الطوال في غرفتي … في سماعها والرقص على أنغامها … طمعاً في تذوق معنى السعادة الحقيقية .. ورغبة في إشباع الجوع النفسي الذي أشعر به .. وظناً مني أن السعادة في الغناء والرقص والتمايل مع الأنغام … ولكنني اكتشفت أنها سعادة وهمية … لا تمكث إلا دقائق معدودة أثناء الأغنية … ثم بعد الانتهاء منها .. يزداد همي .. وتشتعل نار غريبة في داخلي .. وتنقبض نفسي أكثر وأكثر .. فعمدت إلى كل تلك الأشرطة فأحرقتها بالنار .. عسى أن تطفئ النار التي بداخلي … وظننت أن السعادة في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتنقل بين الفضائيات .. فعكفت على أكثر من ثلاثين قناة .. أتنقل بينها طوال يومي .. وكنت أركز على المسلسلات والأفلام الكوميدية المضحكة .. ظناً مني أن السعادة هي في الضحك والفرفشة والمرح … وبالفعل كنت أضحك كثيراً وأنا اشاهدها … وأنتقل من قناة لأخرى … لكنني في الحقيقة … كنت وأنا أضحك بفمي .. أنزف وأتألم من أعماق قلبي … وكلما ازددت ضحكاً وفرفشة .. ازداد النزيف الروحي … وتعمقت الجراح في داخلي … وحاصرتني الهموم والآلام النفسية …. وسمعت من بعض الزميلات .. أن السعادة في أن ارتبط مع شاب وسيم أنيق .. يبادلني كلمات الغرام .. ويبثني عبارات العشق والهيام .. ويتغزل بمحاسني كل ليلة عبر الهاتف … وسلكت هذا الطريق .. وأخذت أتنقل من شاب لآخر .. بحثاً عن السعادة والراحة النفسية … ومع ذلك لم أشعر بطعم السعادة الحقيقية .. بل بالعكس .. مع انتهاء كل مقابلة أو مكالمة هاتفية .. أشعر بالقلق والاضطراب يسيطر على روحي … وأشعر بنار المعصية تشتعل في داخلي .. وأدخل في دوامة من التفكير المضني والشرود الدائم … وأشعر بالخوف من المستقبل المجهول .. يملأ علي كياني .. فكأنني في حقيقة الأمر .. هربت من جحيم إلى جحيم أبشع منه وأشنع .. سكتت الفتاة قليلا .. ثم تابعت قائلة : ولذلك لابد أن تفهموا وتعرفوا .. نفسية ودوافع أولئك الفتيات .. اللاتي ترونهن في الأسواق .. وهن يستعرضن بملابسهن المثيرة .. ويغازلن ويعاكسن ويتضاحكن بصوت مرتفع .. ويعرضن لحومهن ومحاسنهن ومفاتنهن .. للذئاب الجائعة العاوية من الشباب التافهين … إنهن في الحقيقة ضحايا ولسن بمجرمات ..إنهن في الحقيقة مقتولات لا قاتلات .. إنهن ضحايا الظلم العائلي .. إنهن حصاد القسوة والإهمال العاطفي من الوالدين .. إنهن نتائج التفكك الأسري والجفاف الإيماني .. إن كل واحدة منهن … تحمل في داخلها مأساة مؤلمة دامية .. هي التي دفعتها إلى مثل هذه التصرفات الحمقاء .. وهي التي قادتها إلى أن تعرض نفسها .. على الذئاب المفترسة التي تملأ الأسواق والشوارع … وإن الغريزة الشهوانية الجنسية .. لا يمكن أن تكون لوحدها … هي الدافع للفتاة المسلمة .. لكي تعرض لحمها وجسدها في الأسواق .. وتبتذل وتهين نفسها بالتقاط رقم فلان .. وتبيع كرامتها بالركوب في السيارة مع فلان .. وتهدر شرفها بالخلود مع فلان …. فبادرها ( محمد ) قائلا : ولكن يبرز هنا سؤال مهم جدا ، وهو : هل مرورها بأزمة نفسية .. ومأساة عائلية .. يبرر لها ويسوغ لها أن تعصي ربها تعالى .. وتبيع عفافها .. وتتخلى عن شرفها وطهرها .. وتعرض نفسها لشياطين الإنس .. هل هذا هو الحل المناسب لمشكلتها ومأساتها ؟؟ هل هذا سيغير من واقعها المرير المؤلم شيئا ؟؟ فأجابت الفتاة : أنا أعترف بأنه لن يغير شيئا من واقعها المرير المؤلم .. بل سيزيد الأمر سوءاً ومرارة .. وليس مقصودي الدفاع عن أولئك الفتيات .. إنما مقصودي : إذا رأيتموهن فارحموهن وأشفقوا عليهن .. وادعوا لهن بالهداية ووجهوهن .. فإنهن تائهات حائرات … يحسبن أن هذا هو الطريق الموصل للسعادة التي يبحثن عنها …. سكتت الفتاة قليلا … ثم تابعت قائلة : لقد أصبحت أشك .. هل هناك سعادة حقيقية في هذه الدنيا ؟!! .. وإذا كانت موجودة بالفعل .. فأين هي ؟!!.. وما هو الطريق الموصل إليها .. فقد مللت من هذه الحياة الرتيبة الكئيبة … فقال لها الشيخ ( محمد ) : أختاه … لقد أخطأتِ طريق السعادة .. ولقد سلكتِ سبيلا غير سبيلها … فاسمعي مني .. لتعرفي طريق السعادة الحقة !! …. ***** إن السعادة الحقيقية أن تلجأي إلى الله تعالى .. وتتضرعي له .. وتنكسري بين يديه .. وتقومي لمناجاته في ظلام الليل .. ليطرد عنك الهموم والغموم .. ويداوي جراحك .. ويفيض على قلبك السكينة والانشراح … أختاه : إذا أردتِ السعادة فاقرعي أبواب السماء بالليل والنهار .. بدلا من قرع أرقام الهاتف .. على أولئك الشباب التافهين الغافلين الضائعين .. صدقيني يا أختاه .. إن الناس كلهم لن يفهموك .. ولن يقدروا ظروفك .. ولن يفهموا أحاسيسك .. وحين تلجأين إليهم .. فمنهم من يشمت بك .. أو يسخر من أفكارك .. ومنهم من يحاول استغلالك لأغراضه ومآربه الشخصية الخسيسة .. ومنهم من يرغب في مساعدتك .. ولكنه لا يملك لكِ نفعاً ولا ضرا … أختاه : إنكِ لن تجدي دواءً لمرضك النفسي .. لعطشك وجوعك الداخلي .. إلا بالبكاء بين يدي الله تعالى .. ولن تشعري بالسكينة والطمأنينة والراحة .. إلا وأنتِ واقفة بين يديه .. تناجينه وتسكبين عبراتك الساخنة .. وتطلقين زفراتك المحترقة .. على أيام الغفلة الماضية … قالت الفتاة .. والعبرة تخنقها : لقد فكرت في ذلك كثيرا … ولكن الخجل من الله .. والحياء من ذنوبي وتقصيري يمنعني من ذلك .. إذ كيف ألجأ إلى الله وأطلب منه المعونة والتيسير .. وأنا مقصرة في طاعته .. مبارزة له بالذنوب والمعاصي … فقال لها ( محمد ) : سبحان الله …يا أختاه : إن الناس إذا أغضبهم شخص وخالف أمرهم … غضبوا عليه ولم يسامحوه .. وأعرضوا عنه ولم يقفوا معه في الشدائد والنكبات … ولكن الله لا يغلق أبوابه في وجه أحد من عباده .. ولو كان من أكبر العصاة وأعتاهم .. بل متى تاب المرء وأناب … فتح له أبواب رحمته .. وتلقاه بالمغفرة والعفو .. بل حتى إذا لم يتب إليه … فإنه جل وعلا يمهله ولا يعاجله بالعقوبة … بل ويناديه ويرغبه في التوبة والإنابة … أما علمت أن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : « إني والجن والإنس في نبأ عظيم .. أتحبب إليهم بنعمتي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم الفقراء إلي !! من أقبل منهم إلي تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم ، فإني أحب التوابين والمتطهرين ، وإن تباعدوا عني فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، رحمتي سبقت غضبي ، وحلمي سبق مؤاخذتي ، وعفوي سبق عقوبتي ، وأنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها » وما كاد ( محمد ) ينتهي من ذلك الحديث القدسي … حتى انفجرت الفتاة بالبكاء .. وهي تردد : ما أحلم الله عنا … ما أرحم الله بنا …. بعد أن هدأت الفتاة .. واصل الشيخ ( محمد ) حديثه قائلا : أختاه : إنني مثلك أبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا .. ولقد وجدتها أخيرا .. وجدتها في طاعة الله … في الحياة مع الله وفي ظل مرضاته .. وجدتها في التوبة والأوبة .. وجدتها في الإستغفار من الحوبة … وجدتها في دموع الأسحار .. وجدتها في مصاحبة الصالحين الأبرار … وجدتها في بكاء التائبين .. وجدتها في أنين المذنبين .. وجدتها في استغفار العاصين .. وجدتها في تسبيح المستغفرين .. وجدتها في الخشوع والركوع .. وجدتها في الانكسار لله والخضوع .. وجدتها في البكاء من خشية الله والدموع .. وجدتها في الصيام والقيام .. وجدتها في امتثال شرع الملك العلام .. وجدتها في تلاوة القرآن … وجدتها في هجر المسلسلات والألحان … أختاه : لقد بحثت عن الحب الحقيقي الصادق .. فوجدت أن الناس إذا احبوا أخذوا .. وإذا منحوا طلبوا .. وإذا أعطوا سلبوا .. ولكن الله تعالى .. إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب .. وإذا أطيع جازى وأثاب .. أيتها الغالية : إن الناس لا يمكن أن يمنحونا ما نبحث عنه من صدق وأمان .. وما نطلبه من رقة وحنان .. ونتعطش إليه من دفء وسلوان .. لأن كل منهم مشغول بنفسه .. مهتم بذاته .. ثم إن أكثرهم محروم من هذه المشاعر السامية والعواطف النبيلة .. ولا يعرف معناها فضلا عن أن يتذوق طعمها .. ومن كان هذا حاله .. فهو عاجز عن منحها للآخرين .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما هو معروف … أختاه : لن تجدي أحدا يمنحك ما تبحثين عنه .. إلا ربك ومولاك .. فإن الناس يغلقون أبوابهم .. وبابه سبحانه مفتوح للسائلين .. وهو باسط يده بالليل والنهار .. ينادي عباده : تعالوا إلي ؟ هلموا إلى طاعتي .. لأقضي حاجتكم .. وأمنحكم الأمان والراحة والحنان .. كما قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } أختاه : إن السعادة الحقيقية .. لا تكون إلا بالحياة مع الله .. والعيش في كنفه سبحانه وتعالى .. لأن في النفس البشرية عامة .. ظمأ وعطشاً داخلياً .. لا يرويه عطف الوالدين .. ولا يسده حنان الإخوة والأقارب .. ولا يشبعه حب الأزواج وغرامهم وعواطفهم الرقيقة .. ولا تملأه مودة الزميلات والصديقات .. فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ .. ويسقي بعض العطش .. لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه .. فهو بالتالي أعجز عن أن يحقق الري الكامل لغيره .. ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكون إلا باللجوء إلى الله تعالى .. والعيش في ظل طاعته .. والحياة تحت أوامره .. والسير في طريق هدايته ونوره .. فحينها تشعرين بالسعادة التامة .. وتتذوقين معنى الحب الحقيقي .. وتحسين بمذاق اللذة الصافية .. الخالية من المنغصات والمكدرات .. فهلا جربتِ هذا الطريق ولو مرة واحدة .. وحينها ستشعرين بالفرق العظيم … وسترين النتيجة بنفسك … فأجابت الفتاة … ودموع التوبة تنهمر من عينيها : نعم .. هذا والله هو الطريق !! وهذا هو ما كنت أبحث عنه .. وكم تمنيت أنني سمعت هذا الكلام .. منذ سنين بعيدة .. ليوقظني من غفلتي .. وينتشلني من تيهي وحيرتي .. ويلهمني طريق الصواب والرشد … فبادرها ( محمد ) قائلا .. إذن فلنبدأ الطريق .. من هذه اللحظة .. وهاهو الفجر ظهر وبزغ .. وهاهي خيوط الفجر المتألقة تتسرب إلى الكون قليلاً قليلا .. وهاهي أصوات المؤذنين تتعالى في كل مكان .. تهتف بالقلوب الحائرة والنفوس التائهة .. أن تعود إلى ربها ومولاها .. وهاهي نسمات الفجر الدافئة الرقيقة .. تناديك أن عودي إلى ربك .. عودي إلى مولاك .. فأسرعي وابدئي صفحة جديدة من عمرك … وليكن هذا الفجر هو يوم ميلادك الجديد .. وليكن أول ما تبدئين به حياتك الجديدة .. ركعتان تقفين بهما بين يدي الله تعالى .. وتسكبين فيها العبرات .. وتطلقين فيها الزفرات والآهات .. على المعاصي والذنوب السالفات .. وأرجوا أن تهاتفيني بعد أسبوعين من الآن … لنرى هل وجدت طعم السعادة الحقيقية أم لا ؟ ثم أغلق ( محمد ) السماعة … وأنهى المكالمة … بعد أسبوعين .. وفي الموعد المحدد .. اتصلت الفتاة بـ ( محمد ) .. ونبرات صوتها تطفح بالبشر والسرور .. وحروف كلماتها تكاد تقفز فرحاً وحبورا .. ثم بادرت قائلة : وأخيراً .. وجدت طعم السعادة الحقيقية .. وأخيراً وصلت إلى شاطئ الأمان الذي أبحرت بحثاً عنه .. وأخيرا شعرت بمعنى الراحة والهدوء النفسي .. وأخيراً شربت من ماء السكينة والطمأنينة القلبية الذي كنت أتعطش إليه … وأخيراً غسلت روحي بماء الدموع العذب الزلال .. فغدت نفسي محلقة في الملكوت الأعلى .. وأخيرا داويت قلبي الجريح .. ببلسم التوبة الصادقة فكان الشفاء على الفور … لقد أيقنت فعلا .. أنه لا سعادة إلا في طاعة الله وامتثال أوامره .. وما عدا ذلك فهو سراب خادع .. ووهم زائف .. سرعان ما ينكشف ويزول … وإني أطلب منك يا شيخ طلباً بسيطا … وهو أن تنشر قصتي هذه كاملة .. فكثير من الفتيات تائهات حائرات مثلي … ولعل الله أن يهديهن بها طريق الرشاد … فقال لها الشيخ ( محمد ) عسى أن تري ذلك قريبا ...... أخطأت ثم تصرفت بحكمة بسم الله الرحمن الرحيم الى كل من يقراء قصتي ارجو كل الرجاء ان تنشرو ها وان تكون عبرة لمن يع تبر هذه قصتي كتبتها باءيادي ترتعش وارجو ان الله يغفر لي كنت طالب في كلية الطب با الرياض تعرفت على شاب عبر لانتر نت كان دائما يطلب مني رقم الها تف النقال وطبعا انا ارفض الى ان قال لي وهو يستهز ء بصفحات الدردشه المدمر ه (والله مراح انط عليك با التلفون ولا راح اعضك) وكان يقول هذا الذئب الخبيث (اكيد انت ولد اطلع بسمك احسن ) وانا على نيتي احلف والله بنت والله بنت ويقول (وش لون اعرف اثبتي وكلميني مره واحده) رضيت ااااااااااااه كان يوم ضيا عي يوم كلمته في اول مكالمه قلت : (الو انا فلا ن عرفتني ) وقال بصوت معسول ( يا هلا والله اخيرا) وبعدها ابتدت مكلمتنا لها اول مالها اخر الى ان احببته شديد ا واعط يته اميلي الخاص وارسل صو رته شابا وسيما زاد حبي له وتعلقي به حتى اني رفضت كل من يتقدم لي وبعد ثلا ثة اشهر تقريبا قال لي (ابي اشوفك) رفضت هددني با الهجر ضعفت حينها لم استطع السيطره على مشا عري وافقت اااااه ويا ليتني لم اوافق واعدته في احد المنتزهات العائليه ورا يته وتحد ثنا معا ولم يلمسني ولم ينظر الي اعطيته الثقه ولم يخطر في بالي انه سوف يخون ولم يكون ذالك اخرلقا التقينا مره اخرى عند باب الكليه وبعدها في سيا رته وبعدها ....في شقته رجعت الى الكليه نزلني وذهب بعدها والله لم اسمع صوته واعترفت لاهلي لكن بمسا عدة صديقتي ووالدها جزاهم الله خيرا تفهمو الموضوع الا ن انا اعيش في حزن كلما اذكر قصتي ابكي بكا لو احترق العالم لا اطفيته بدموعي ارجو ان تدعو لي ان يقبل الله توبتي رسالة من فتاة تقول لكم : أقرأوا قــصـــتــــي قبل فوات الأوان ! يقول الأخ أبو لـُجين إبراهيم في الساحات بناء على طلب الأخت المرسلة أنشر الرسالة كما جاءتني دون أي تحرير في الرسالة : إلى كل أب وإلى كل أم والى كل أخ والى كل أخت والى كل مربي وإلى كل مربية وإلى كل صديق صادق لصديقه وإلى كل صديقة تحب صديقاتها أكتب لكم قصتي بقدر ما أستطيع من جهد عسى الله أن ينبه كل غافل وغافلة, ,ان يزرع الوعي في قلب كل من يريد الستر على بناته وأخواته, قبل أن أبدأ بذكر مااستطيع من قصتي , انصحكم نصيحة لوجه الله احذروا من وضع الانترنت في يد كل فتاة أو شاب لم يتزوجوا, انترنت في غرفة فتاة مصيبة والله العظيم مصيبة... انا فتاة أنعم الله على بنعم شتى وكثيرة, نشأت ولله الحمد في اسرة محافظة للغاية , بل أنني كنت في امور عديدة لا أقبل بها, مثل سماع الأغاني علناً والحديث المطول بالهاتف , من نعم الله أنني كنت حريصة على دراستي وحريصة على الوصول الى الى قدر مرضي فيها , كذلك من نعم الله على أنني أحب القراءة بكافة أشكالها , وكثرة القراءة جعلت العديد من الجوانب تنضج في فكري, من نعم الله أنني كنت اجتماعية ومحبوبة , وكثير يطلق على (شخصية ناضجة, مثقفة, أكبر من سنها, مرنة, فاهمة , قادرة على تحمل المسؤولية..الخ)....المهم أنني تخرجت وفرحت بالتخرج ويسر الله لي الحصول على وظيفة طيبة , وبقيت أنتظر وظيفتي الأخرى , كنت أريد الارتباط بإنسان طيب وكانت شروطي متواضعة للغاية , وجاء هذا الإنسان الطيب , أقل مني اجتماعياً ودراسياً , لكن لم أكن أنظر الى هذه الأمور, يكفي شهادة من حوله بطيبته والتزامه, لكنني صدمت-أقولها ليس تعبيرا أنا فعلاً صدمت- برفض عائلتي , نعم كانوا ينظرون لي نظرة أنه ليس أي انسان يليق بها , يريدون مركزاً اجتماعياً مرموقاً , وجاء آخر وآخر وعائلتي لا يرجعون لي بل يناقشون الأمر بينهم ثم ينهونه بطريقة مافي نصيب,...هذا لونه وآخر عمله وثالث أهله...........الخ الأمر أثر فيني كثيرا, تبخرت أحلامي وأدخلت الانترنت غرفتي, بدأت بالشات وانسقت فيه ثم أدمنت المسنجر –استغفر الله-واصبحت أتلقى الأفلام الإباحية والصور الاباحية وأمارس الجنس الاكتروني , حتى من الله على بصديقة طيبة نبهتني وأنبتني و استحلفتني أن أمتنع عنه, وفعلاً توجهت نحو المنتديات , وهناك وجدت عالم ثقافي راقي ووسعت مداركي لفترة طويلة اضافة الى أنني اصبحت أحب الأغاني واشترى الاشرطة وأدندن بها , ثم انشغلت بالمنتدى حتى اعجبت بأحد الكتاب في المنتدى نفسه, وبدأت العلاقة بيننا, رسائل بريدية, بطاقات, ردود, ثم جوال,طبعاً لم أكن من الغباء بأن انساق له, بل على الفور قلت بصراحة أنني استلطفه, قرر التقدم لخطبتي , وبدأنا نستخير لكن كان موقف الأسرة سلبياً رغم أنه لا يعيبه شيء , طبعاً كرد فعل من أسرته قاموا بتزويجه ,حاولت الإبتعاد عنه, أبتعد وأعود , وهو كذلك, لكنني في هذه الليلة قررت توبة أكيدة بأن أترك طريق النت والعلاقات وأتوجه الى الله لينقذني ويرزقني من حيث لا أحتسب زوجاً صالحاً يعينني في الدين والدنيا آآآآآآآمين. أعود لقصتي وأخبركم أنني واجهت عائلتي , أخبرتهم بشجاعة مفتعلة أنني ارغب في الارتباط, صدقا كنت أخاف على نفسي وما كان الحياء لينفعني وعمري يذبل والمغريات توهنني... اهلي انكروا ان الامر بيدهم بل عزوا ذلك الى النصيب, والمصيبة أنهم يوسعونني نصحاً أنا ,وأخواتي , اتركوا المسلسلات’ غطوا ايديكم, اتركوا الأغاني, ...........الخ كيف لا يأمروا أنفسهم بالتخلي عن العادات العقيمة والمساهمة في سترنا في بيوتنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المهم أنني لجأت كذلك للخاطبات للبحث عن الإنسان المناسب , وحدث وتقدم انسان طيب لكن تم رفضه لانه ليس من العائلة...... يشهد الله أنني في صراع, اريد ستر نفسي , وتركت امور كثيرة , تركت سماع الأغاني كي لا تؤجج عواطفي, تركت علاقتي مع ذلك الإنسان طلباً لرضا الله رغم عظم مكانته في نفسي , فمن ترك شيئاًً لله عوضه الله خيراً منه, وانني أطلبكم ان لا تنسونني من صادق دعائكم وان يخاف كل مسلم ربه في بناته, فها أنا مثال لديكم , كنت مثال للأخلاق ولم يخطر في بالي قط بأن أنجرف في الحديث مع أي انسان....أسأل الله أن يغفر لي ويرزقني توبة نصوحة ويقبلها مني انه قريب مجيب.... لتعلموا أنكم محاسبون يامن تتذرعون بالفهم والثبات, الفتاة بمجرد دخولها الكلية قادرة على تحمل المسؤولية , وانني انوي وأعزم أن رزقني الله زوجاً طيباً وذرية صالحاً أن لأا أرد أنسان يخاف الله ان طلب احد بناتي , فاتقوا الله ولا تحملونا أكثر مما نجد ولا تظنوا الفتاة سعيدة مهما عاشت في وضع رغيد , الزواج هو القرار لأي فتاة استغفر الله العظيم وأتوب اليه أ ــ هـ نسأل الله تعالى أن يمن على هذه الفتاة بالتوبة الصادقة وأن يثبتنا وإياها على الحق وأن يرزقها الله بزوجا صالحا أنه سميع مجيب الدعاء

من قصص الفتيات والزوجات 1

من قصص الفتيات والزوجات أحسست بثقة وأنا بالحجاب عواصف ... ولا مقاومة !!! حنين فتاة سارة وكوخ الأحزان .... ولقب الأم المثالية المؤمنة الصابرة إيمان فوق القمم نســاء يكتشفن خيانـــة أزواجهن هذا حال صالونات التجميل فليقرأه من عنده غيرة امرأة سعودية يقبلن يدها سبع نساء رابعة زوجة أحمد الحواري شتان بينهما إيمان ورجاحة عقل امرأة فاطمة والكلية الواحد ة سائل بالباب !! تحمّل عجيب من امرأة ضدان يا أختاه حوار مع فتاة معاكسة أخطأت ثم تصرفت بحكمة أحسست بثقة وأنا بالحجاب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد أنا فتاة عمري 29 عام كنت أعيش بدون لبس الحجاب ولم أكن أرفضه لا سمح الله ولكني كنت أقول ربنا يهديني ولكن ليس برغبة شديدة حتى جاء يوم 8 رمضان حيث توفيت حماتي رحمة الله عليها وعندما كفنت طلبوا منا الدخول لتوديعها لا أعلم ماذا حصل لي عندما وجدتها جثة هامدة لا حول لها ولا قوة الكل يبكي في المكان وأنا من شدة الخوف الذي تملكني جلست وانكمشت وبدأت أرتعش وأجهش بالبكاء نعم كنت حزينة لوفاتها لكن الشعور الذي تملكني أنني سأكون في مكانها لامحالة فكيف سأقابل ربي الذي أنعم علي بكثير من النعم وأنا لم أطع أبسط فرائضه التي أيقنت فيما بعد أنها أيضاً نعمة أكملت يومي في العزاء وأنا أرتعش من الخوف من حولي لم يدركوا ما أحس به حقاً هم يعتقدوا حزناً فقط أو خوفاً من المنظر لأني أول مرة أرى ميت لكن حقيقة الأمر أنني خائفة من لقائي الله عند موتي الذي أحسست أنه قريب جداً عندما وقفنا لوداعها قبل حملها بدأت أترحم عليها وأدعو الله أن يهديني وأبكي وأتوسل إليه أن يهديني وعندما جاء ابناؤها وحملوها وهي لم تحرك ساكناً بدأت أفكر إلى أين هي ذاهبة وماذا ستفعل هناك وأمضيت يومي وليلتي وأنا أفكر في حماتي وهي في القبر لا أحد معها لا تستطيع أن تنادي علي لاركزها أو أساعدها في هذا القبر الضيق المعتم ولكني والحمد لله استيقظت وكلي ثقة أن لا شيء ينفع الإنسان إلا عمله الصالح فذهبت لبيت أختي صباحاً وأخذت منها حجاب حيث لم أكن أملك ولا واحد وقلت لها أحس أني لو لم أضعه الآن سوف أموت العصر وأنا غير محجبة الحمد لله رب العالمين كان رمضان وهو شهر التعبد فهذا قواني كثيراً وما أريد أن أختم به حادثتين : أول مرة نزلت الشارع وأنا محجبة أحسست بثقة ليس لها مثيل وأيقنت أن الله أكرمنا وحفظنا نحن النساء بهذا الحجاب. زملاء العمل قالوا لي صراحة أنهم لا يقبلوا ان ينظروا لفتاة محجبة فالحمد لله رب العالمين ... أنا حاصلة على شهادات عالية وأكمل تعليمي العالي والجميع يشهد أني متفوقة ولكني احس أني الآن فقط وضعت قدمي على طريق التفوق والنجاح حيث أن علمي لا يساوي شيء بدون علمي بأمور ديني ودروس القرآن الكريم عواصف ... ولا مقاومة !!! لقد ترددت كثيرا بكتابة هذه القصة التي حدثت لأعز صديقاتي و لكنني سأرويها قبل أن تفاجئنا المنايا لتكون عبرة لغيري من النساء!! والله على ما أقول شهيد بصدق روايتي للقصة و معاصرتي لأحداثها بكل التفاصيل الدقيقة!!!! واعلموا علم اليقين أن لا أحد يعلمها بعد الله الا أنا وصديقتي و "الذئب" و"المنقذ" و ربما "الحية" التي استهدفت صديقتي الفتاة الصالحة الطاهرة البريئة لتوقعها معها في مصيدة الغافلات عن حقائق المنافقات!!!! وحتى أسهل الروايه عليكم سأرويها بلسانها هي..... و قبل كل شي وآخره قولوا معي حسبي الله ونعم الوكيل وثبت الله أختنا على الهدايه و زادها ايمانا و علما وتقوى ....اللهم آمين بداية: نشأت هذه الأخت الطيبه (...) في وسط أسره متوسطة الحال و مستورة وعلى الخلق والحياء تربت على يد أمها الأرملة التي كانت تخاف على بناتها من الهواء أن يمس كرامتهن وحرصت الأم كل الحرص على الحفاظ على بناتها من كل متطفل او حتى الصديقات في المدرسة أو كل انسان يدخل لبيتهم!!!! ومع كل الحرص والتحذيرات..كبرت الأختان في تناقض عجيب بالسلوك و التصرفات؟؟؟؟ الكبرى (...) قمة في الأدب والحياء والأخلاق والأدب..و الصغرى قمه في الغضب والأستهتار والطيش؟؟؟ ويقولون : الضغط يولد الأنفجار!!! فهل خوف الأم و حرصها يكون السبب في الأنفلات؟؟ وهل هذا هو جزاؤها!! ولماذا يكبر استيعاب الأخت الكبرى للأمور لتكون مضرب المثل لجميع الفتيات و يصبح حال الصغرى هو الغيره والغضب والصراخ والأستهتار؟؟؟؟ رغم أن الفرق بالعمر بينهما ليس كبير ... وعلى كل حال بلغت الكبرى16 عاما ولكثرة قدوم الخطاب لها من عمر14 عام... لم تأخذ الخطبه الأخيره مأخذ الجد ولم تستوعب فكرة زواجها وهي بهذا السن لأنها تحلم بأن تكون دكتوره لأنها متفوقه جدا و محبه للعلم والثقافه.. ولكن خوف الأم من استهتار الصغرى جعلها تفكر بتزويج البنتان في سن صغير لتطمئن عليهما؟؟؟؟ وبدون مقدمات وجدت المسكينه نفسها متزوجه من شخص يبلغ من العمر 29 عاما؟؟؟؟؟؟ كم احترق قلبي لأجلها ولكنها أقنعت نفسها بأنه النصيب والعجله في اتخاذ القرارات المهمه في حياتهم الأسرية و غياب النصيحة الأخوية من اخوانهم الكبار الشباب..وانه كلما كان الرجل كبيرا كلما نضج فكره وعقله وابتعد عن استهتار الشباب في أن يكون التحرش بالبنات والمطاردات و التلفونات وغيرها...هو الهدف الذي يعتقدون فيه السعادة و التسلية!!!! وما هي الا أيام وتجد نفسها عروس لرجل لا يعرف أدنى شي من الأدب والأخلاق..بل هو قمة في التفاخر بانه كان ولايزال مصدر اعجاب للفتيات صغارا كن أو كبارا !!! ويروي لها تفاصيل مكايده واستهتاره الذي أوصله لخوض جميع التجارب من الزنا و شرب الخمر وهدايا الصديقات المغرمات!! لتدخل أختنا البريئة التي ما سمحت لنفسها ولا بمكالمه عابرة في الهاتف!! لتقع في من تخلى عن شيء اسمه العفاف والحياء والخوف من الله!! ام أصبحت هذه الصفات واجبه فقط على النساء ليتم الزواج بهن!! وتبقى الأخريات للهو و العبث؟؟؟و يبقى الرجل حرا من كل شيء حتى من دينه و أخلاقه ..فقط ليلبي نزواته وشهواته بلا رقيب أو حسيب؟؟؟؟ و نسي أو تناسى أن اذا غابت أعين الرقباء فان عين الله لا تنم!!! و حتى لا أطيل عليكم.. دخلت صديقتي مرحلة صعبة من الصراع..هي تعيش في قصر تحسدها عليه كل القريبات !! كل ما تتمناه موجود "سائق و طباخ وخدم و ملابس كثيرة و أموال تحت تصرفها متى شاءت.." و لكنه الألم الذي يعصف بها مع رجل سيء وهنا فقط قررت الطلاق منه خوفا على نفسها من شيء يكون أعظم أو أكبر ؟؟ وأخفت الحقيقة عن الكل ..الا أمها التي أبت الا أن تدافع عنه وعن عائلته و لا تقول فيهم الا خيرا؟؟؟؟ وتتم صديقتي المجروحة في أعماقها 18 عاما لتكون مطلقة !! والحمد لله على كل حال ، لأنها لم ترزق منه بطفل.. هذا فقط الجزء الأول من قصة الشقاء .. و الجزء الثاني هو أشد وأعظم؟؟؟؟ سأكمله قريبا لأرسله وسط قهر الليالي والآلام ... ولكنها صامده لتحدي الحياة و الرضا بما قسمه الله لها وقد يكون فيه حكمة خافيه .. لا يعلمها الا الله.. من الأجر و الثواب على ما ابتلاها الله به ... و الحمدلله أولا وآخرا..ولا تعلم المسكينه أنها ستلاقي عذابا من نوع جديد؟؟ و حرقة لها طعم مختلف؟؟ و البقية تأتي قريبا في الجزء الثاني فانتظروها مع أمنياتي بأن لا تمر عليكم الأيام بما مرت عليه صديقتي العزيزه..... شكرا لاتاحة الفرصه ..والسعيد من وعظ بغيره!!!!!! والسلام عليكم ورحمة الله.. الجزء الثاني من القصة الحقيقية لأعز صديقاتي الى قلبي.. فبعد أن حصلت على الطلاق..شعرت بأنها تعود للحياة من جديد..وعليها أن تستعيد ما فاتها من الدراسة والتفوق لتكمل الطموح المقتول بسبب زواج فاشل ..كان من الممكن أن تبقى فيه معذبة للأبد!! ولكنه القرار الصائب الذي جاء في اللحظة المناسبة لاتخاذ القرار المناسب للشخص الغيرمناسب الارتباط به ليكون أبا لأبنائها!! وما هي الا أيام وتبدأ المضايقات من الأخوان الكبار لها..!! ممنوع الخروج من البيت حتى لو مع أمها؟؟ ممنوع التحدث للصديقات؟؟ممنوع السفر مع المحارم من العمام أو الخوال؟؟ ممنوع كل شيء ..وعليها أن تكون سجينة البيت..لا تحدث أحدا ولا تخالط أحدا من الناس؟؟ونظرات الشك والخوف تحوم حولها..؟؟؟؟وهي هي ابنتهم التي كانت مضرب الامثال في الاخلاق؟؟؟؟ فما الذي تغير عليها.. غير اضافة اسم مطلقة!! والكل يعلم بانه يشرب الخمر و حركاته ونظراته للبنات في العائلة غير مريحة؟؟؟والخافي أعظم!! وأصبح يطاردها بعد العدة لتعود اليه!!و في أحد الايام اتصل بها وقال تعالي نخرج لنتمشى!! وما كان يعترف بها لما كانت زوجته؟؟ ولكن هيهات أن ترجع في قرارها الصائب!! ولما أحست الأم بوقوع الظلم على ابنتها الكبرى على يد اخوانها وأنها لن تعود كما كانت بسبب الطلاق و المجتمع الظالم الذي يتهم فيه كل مطلقة بأنها شخص غير مرغوب به!!و أن توارى التراب خيرا لها من الطلاق حتى لو كانت تريد النجاة بنفسها من التهلكة أو الفتنة في دينها!!!! فأصرت على ابنتها (...) بالزواج في أسرع وقت ومن أي انسان فقط لتخرج من هذا الجحيم الجديد..!! وفعلا ما أن انتهت العدة الا عاد الكل ليستفيد من محنتها!! فتارة يخطبها رجل كبير في السن!!وتارة رجل متزوج أكثر من امرأة !! وتارة رجل شديد السمنة وقبيح الشكل معذرة!! وأخرى كلام تافه تسمعه من هنا وهناك..هل تصبر على الفراش!! هل سيرضى فلان لو نعرضها عليه!! وكأنها بضاعة كاسدة لا تنصرف !! وقبل كل شيءوآخره هي كانت صغيره في16 وتطلقت في18 أي فراش عرفته من رجل مخبول قد كرهت بعده كل الرجال!!و كل فراش!! لأنها ما وجدت علاقة زوجية سوية!! و مع لجوئها لله والتضرع اليه طرق بابهم للخطبة شاب يدعي الصلاح!! و بدون مقدمات وللمرة الثانيه تتسرع في الأختيار لأنه أحسن ما عرض عليها من فرص!! لبدأ حياة زوجية جديدة..ويتم الزواج بعجل وسط الدموع لان جروحها لم تندمل بعد.. و هي غير مستعدة لأن تكون حقل تجارب خوفا من المجهول والرجال كلهم !! لولا ضغوط الأهل عليها و ظلمهم لما وافقت!! وقالت: قدر الله وما شاء فعل.. وتمر الأيام والسنون ولم يرزقوا بالذرية..مع بذل الأسباب..وتكتشف أنها أخطأت الاختيار للمرة الثانية من أول سنة زوجية لأنه يعرض عليها بسبب أو بدون سبب أن تبيع مجوهراتها!! وأخذ منها فلوس عدة الطلاق والمتعة من زوجها السابق!! وكثير الكلام عن فلان وعلان!! وبخيل حيث لم يكلف نفسه بشراء ولو قطعه صغيرة من الذهب لزوجته التي تجتهد في ارضائه طوال السنوات الكثيره التى مضت معه!!!! وأحست بأنها بدأ يخف دينها و تسمع الأغاني لأنه لا يحدثها الا نادرا أو لحاجه!! وتمضي الايام وهي في فتنه..وصراع.. كيف أطلق ؟؟وما هو مصيري؟؟ وما هو ذنبي وماذا سيقول الناس عني؟؟ رغم أن الاهل يحثونها على ذلك لانهم رأوا الألم في عيون ابنتهم!! و تدخل المسكينة حالت انهيار عصبي...وتلجأ للطب النفسي تحاول الحفاظ على رباطة جأشها..و شجاعتها..لأنها لا تشعر نحوه بأي عاطفة!! لانسان فقد العاطفه!!حيث يراها تبكي منهاره فيخرج عنها ويتركها بعد أن يستهزأ عليها!! و دائم الاعتذار عن تحمل أدنى المسؤوليات ليطلب من الجيران قضاء حاجات زوجته!! وتمر الأيام وتزداد أختنا سوء من هذا الرجل الأناني الغريب الطباع..حتى جاءت "الحية" تتقرب منها وهي من أقاربه!! لأنها أحست بوحدتها ومعاناتها معه..وساعة تمر عليها لتذهب بها للبحر.. وأحيانا للحديقه..وساعة تتعشى عندها في بيتها..حتى جاء اليوم الذي يرن فيه جرس الهاتف..!! ويتكلم رجل بلسان معسول..وكثير من الاصرارللتحدث معها..فخافت وسألت "الحية" ماذا تفعل؟؟فأشارت اليها أن كلميه وواعديه وخصوصا أن فلان لا يهتم لك ولا يحدثك أو يخرج معك!! و كانت بداية الهاويه ما توقعت الفتاة التي لم تكلم أحدا طول26 عاما الا أن تكون فقط تسليه!! و بكل سذاجه..يغرقها بالكلمات الجميله"عمري,حبي,حياتي,أحسن بنت في الدنيا"..وغيرها حتى وصل الى طلب رؤيتها وكان اللقاء الأول بتشجيع من "الحية" امرأه فوق الأربعين و مدرسه أولى!! ويعتدي عليها وتفقد أغلى ما تملكه امرأه: شرفها و كرامتها..وخوفها من الله..وتستغفر الله!!وتتألم.. لا تصدق أنها وقعت في الحرام ؟؟كيف ولماذا؟؟ وتكتشف ان كل ذلك من تدبير "الحية"..فهي لديها الكثير ممن يفعلون معها الحرام!! وأرادت أن تستغل وضعها النفسي الصعب ووحدتها. .ربما لتجني المال من وراء جلب امرأه لرجل منحرف..لا دين ولاأخلاق.."حسبي الله ونعم الوكيل" على كل من كان السبب في ضياع هذه المرأه الصالحة البريئة..وتبكي الليل والنهار.. وتفاجأ بأنها "حامل" يا ويلها من أين ؟؟ ومن من؟؟حاولت اسقاط الجنين وسط تبريكات الأهل و دموع الفرح بعد كل هذه السنين!! ولكن أبت ارادة الله الا بقاء هذا الطفل..!! أرضعته الحزن والدموع والغضب..!!و الدعاء في العمرة و الحج لهما الاثنين..بأن ينتقم الله منهما عاجل غير آجل..!! وحاولت الطلاق من زوجها.. أكثر من مره ولكنه متمسك بها لأنه يعلم أنه لن يجد امرأة تصبر مثلهاعليه!! وعلى اهماله وتفاهاته وعدم احساسها بوجود رجل يحميها من الفتن ليصونها ويحافظ على الأمانة التى سآئله الله عنها يوم القيامه؟؟؟ والله المستعان.. فهي أخبرته بكل القصه أن "الحيه" امرأة فاسدة كانت ستخرب بيتك و زوجتك بارسال رجل يطاردها ويحاول التحرش فيها..وبدون تفاصيل حتى جاء "المنقذ" رجل شريف اتصل بها و حذرها منهما وكشف المؤامرة الدنيئه عليها ..!! فجزاه الله خيرا لأنه كان رجلا شريفا وأمينا و ناصحا.. أعاد للمسكينة رشدها .. و حماها من شر الأشرار.. ثم قدم لها ما يعينها على دينها..وبصرها طريق النور والهدايه لتعود لله بقلب سليم ..تائب..متضرع..أن يغفر لها ويسترها ويعينها على الطاعة التي ما وجدت سعادة أجمل من القرب الى الله..!! وهي دائمة الدعاء بالخلاص مما وقعت فيه والله سبحانه لا يرد من لجأ اليه..ومازالت الفتاة تحاول الطلاق من زوجها حتى تحافظ على ما تبقى من كرامته أمام الناس!! ولا تعلم ماذا سيحل بها بعد ذلك من توبتها ورجوعها الى الله!! والزوج على طباعه الغريبه المنفرة!! وهي دائمة الدعاء وتعلم علم اليقين بأن الفرج لابد آت من عنده..!! العبر في القصة كثيرة: 1-الابتلاءات الكثيره مهما بلغت شدتها أهون من الفتنه في الدين وضياع الحياء والأخلاق. 2-دائما نخرج من المحن بدروس كثيره. 3-المرأة عليها أن لاتتهاون في الحديث مع الغرباء حتى لو كان بائع أو خياط أوسائق أو حتى الخادم. .4- الزنا ليس خطوة أولى بل سبقته خطوات. .5-لم تكن السعاده أبدا في الحرام حتى لو كانت الظروف متاحه وميسره..لأنه هناك ضمير يعاتب و يعذب ..وهذا من فضل الله ليعود العبد لله.. 6-من تذكر ملك الموت وهو يرتكب الحرام؟؟ 7-من يدعوا الله في الليل والنهار يرجوه الستر والتوبه وعدم الرجوع للمنكر؟؟ 8-في الحياة فتن كثيره وقد تساعد على التساهل ولكنه بداية الطريق للهاويه!! فاحذروها!! 9- الحمد لله على نعمة الدين و الاسلام الذي لولاه لأنتحرت تلك الشابه وكان مصيرها العذاب الأبدي!! 10- السعادة في الحجاب والايمان والدعاء و احذروا المنافقات "ان الله لبا لمرصاد"..لا تنسون أختنا في الدعاء... 11- سمعت أختنا بأذنها نفس الكلام يقال لغيرها فلا تصدقون "الذئاب" .. 12-اتمنى أن تعذرني صديقتي الحميمه لأني ما ذكرت قصتها الا للعبرة.. والخوف أن يكون أخواتي المسلمات قد يقعن في "مصيدة الغافلات" .. 13-المرأة جوهره و بيتها هو حصنها- وليس سجنها- فيه كل السعادة!! 14- "اذا غابت أعين الرقباء فان عين الله لم تنم"... 15- الرجل الدّين لا يعني الطباع الحسنه !! فقد يكون ذا طباع سيئه سنوات كثيره ثم يلتزم فلا يغير الكثير من نفسه وطباعه الا ما رحم ربي..فأرجو المعذره ولا أقصد الكل .. لكم مني خالص الدعاء بأن يحفظ الله الاسلام والمسلمين من الفتن والمحن.. مع جزيل الشكر والامتنان..وأخيرا "احفظوا الله يحفظكم" !!! حنين فتاة في صيف أحد الأعوام فكرت الأسرة أن تسافر كالعادة إلى بلاد أوروبا .. هناك حيث جمال الأرض و روعة المكان .. و أكثر من هذا الحرية التي تمنحها المرأة لنفسها .. كانت هذه الفتاة مع الأسرة تربط الأمتعة وتنظر إلى أخوها الأكبر .. وتقول له في فرحة غامرة وسعادة كبيرة .. أما هذه العباءة سأتركها ... لا حاجة لي بها وهذا الحجاب الذي حجبني عن حريتي وعن متعتي فسوف أرمي به عرض الحائط سألبس لباس أهل الحضارة.... زعمت طارت الأسرة وسارت من أرض الوطن وبقيت في بلاد أوروبا شهرا كاملا مابين اللعب والعبث والمعصية لله سبحانه وتعالى وفي ليلة قضتها هذه الأسرة بين سماع المزامير ورؤية المحرمات عادت الفتاة إلى غرفتها وقبل النوم أخذت تقلب تلك الصور التي التقطتها والتي ليس فيها ذرة من حياء ثم أخذت الفتاة الوسادة وتناولت سماعه الراديو... تريد أن تنام مبكرا فغدا يوجد مهرجان غنائي صاخب نامت وهي تفكر كم الساعة الآن في بلدي ثم أيقظ تذكر بلدها إيمانها النائم وقالت : منذ حضرنا في هذه البلاد ونحن لم نسجد لله سجدة واحدة والعياذ بالله قامت الفتاة تقلب قنوات المذياع المعد للنزلاء وإذا بصوت ينبعث من ركام الصراخ وركام العويل والمسلسلات والأغاني الماجنات(صوت الأذان ) صوت ندي وصل إلى أعماق قلبها و أحيا الإيمان في أعماقها صوت من أطهر مكان وأقدس بقعة في الأرض من بلد الله الحرام نعم إنه صوت إمام الحرم الذي انساب إلى قلب هذه المسكينة في هجعة الليل انساب إلى قلب هذه الفتاة التي هي ضحية واحدة من بين ملايين الضحايا ضحية الأب الذي لا خلاق له وضحية الأم التي ما عرفت كيف تصنع جيلا يخاف الله ويراقبه سبحانه وتعالى تقول هذه المسكينة وكلها حنين إلى ربها سبحانه وتعالى سمعت صوت القرآن وهو بعيد غير واضح.... هالني الصوت حاولت مرارا أن أصفي هذه الإذاعة التي وصلت إلى القلب قبل أن تصل إلى الأذن أخذت أستمع إلى القرآن وأنا أبكي بكاءً عظيما أبكاني بُعدي عن القرآن..... أبكاني بعدي عن الاستقامة .... أبكاني بعدي عن الله عز وجل أبكاني ذلك التفريط والضياع.... أبكاني نزع الحجاب ...... أبكتني تلك الملابس اللي كنت ارتديها كنت أبكي من بشاعة ما نصنع في اليوم والليلة فلما فرغ الشيخ من قراءته أصابني الحنين ليس للوطن .......ولا للمكان.... ولا للزمان ولكن الحنين ..إلى ربي سبحانه وتعالى فاطر الأرض والسماء ... إلى الرحيم الرحمن إلى الغفور الودود قمت مباشرة ...... فتوضأت وصليت ما شاء الله أن أصلي لم أُصلي ولم أسجد لله أو أركع ركعة واحدة خلال شهر كامل ثم عدت أبحث عن شيء يؤنسني في هذه الوحشة وفي هذه البلاد......... فلم أجد سوى أقوام قال عنهم ربي سبحانه وتعالى :( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) بحثت في حقائبي فلم أجد إلا صورا خليعة وأرقام الأصدقاء ..... بحثت في أشرطتي عن شريط قرآن أو محاضر’ .. فلم أجد سوى شريط الغناء ..... فكان كل شيء في هذا المكان يزيد من غربتي وبعدي عن الله عز وجل بقيت ساهرة طوال الليل.... أحاول أن أستمع إلى المذياع لعله يسعف قلبي بآية من كتاب الله لعله يسعف فؤادي بحديث.... لأني والله ما شعرت براحة ولا أمان إلا بعد أن استمعت إلى تلك الآيات والله لا طبيعة ولا جمال ولا ألعاب ولا هواء ولا نزهة أسعدتني كما أسعدني القرآن جاء الفجر فتوضأت وصليت..... نظرت ألى أبي !!! نظرت إلى أمي!! .... نظرت إلى أخواني .... وإذا بهم كلهم يغطون في نوم عميق ... فزاد هذا المنظر في قلبي حزنا إلى حزني .. فلما قرب موعد الذهاب إلى المهرجان.... استيقظت الأسرة من النوم العميق وأنا لا أزال ساهرة لم أذق طعم النوم فقررت البقاء بالغرفة والتظاهر بالمرض ..... فوافق الجميع على بقائي وذهبوا إلى هذا المنكر فبقيت أتذكر في تلك اللحظات كم من معصية لله عصيتها وكم من طاعة فرطت فيها ... وكم من حد من حدود الله انتهكته إلى أن غلبني النوم وعادت الأسرة بعد يوم صاخب ... فقررت أن أتقدم وان أقول كل ما لدي وقفت أمام الجميع ... حاولت الكلام فلم استطع فانفجرت باكية .... فوقف والدي ووالدتي وأخذا يهدئاني وقالا هل نحضر لكِ طبيبا........... قلت لا فقويت نفسي على الحديث قلت يا أبي لماذا نحن هنا ؟ .... يا أبي لماذا منذ أن قدمنا لم نصلي ولم نسجد لله سجدة؟ ... يا أبي لماذا لم نقرأ القران؟ .... يا أبي أعدنا سريعا إلى أرض الوطن أعدنا إلى أرض الإسلام يا أبي اتقي الله في أيامي..... يا أبي اتق الله في آلامي .... اتق الله في دمعاتي فتفاجأ الجميع بهذا الكلام.... وذهل الأب والأم والأخوة لهذه الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها وتقول كل هذا الكلام حاول الأب أن يبرر الموقف فلم يستطع.... فاضطر إلى السكوت ... وفكر كثيرا في هذا الكلام الذي كان يسقي بذرة الإيمان الذابلة في قلبه ثم قام وأخذ يستعيذ بالله من الشيطان تقول الفتاه : والله كأن الجميع كانوا في نوم عميق ثم استفاقوا فجاة فوجدوا أنفسهم في بركه من القاذورات قام الأب وهو يردد استعاذته من الشيطان .... فأسرع وحجز على أقرب رحله وعادت الأسره سريعا لارض الوطن .... لم يكن حنينهم إلى الوطن بل حنينهم إلى عبادة الله عز وجل والأنس بقربه وحدث عن حنين فتاه قومي @@@ حديث الشوق يأتي بالعظاة حديث من ربيع الذكريات@@@ تهب رياحه بالمكرمات رابط السماع الصوتي http://www.thekra.org/page.php?pid=4 سارة وكوخ الأحزان ولدت على شفير المأساة .. وشمّت الحياة برائحة الحزن والمعاناة .. هي طفلة عاشرها الألم حتى ملّها .. ولاكها القهر حتى مجّها .. كانت تلهو مع الصبيان .. تغني وتغرد ، تسرح وتمرح ، وهي لا تعلم عن عمق مأساتها شيئاً .. لا تدري عن سر النظرات المشفقة التي تلاحقها .. !! أو التنهدات العميقة التي تحيط بها .. !! بعضهم إذا رآها شمت بها .. والبعض الآخر يغمض عينيه وينصرف .. والبعض الثالث يشمئز ويحمد ربه على النعمة والعافية .. والبعض الرابع .. يبكي لحالها .. ولمآلها .. وإني – ولعمر الله – من البعض الأخير .. كبرت سارة .. وكبر معها الهم والمعاناة .. بكيتُ لحالها والله ، وتنهدت ثم استرجعت وحوقلت .. سارة .. كُتب على جبينها ثلاثة أحرف .. ح .. ز .. ن ونُحت على صدرها .. أ .. ل .. م فكرت بأن لا أطلعكم على مأساتها .. كي لا أُلهب قلوبكم ، أو أُعكر صفو مزاجكم .. فيكفي ما أصابني حين سمعت قصتها .. فلك الله يا سارة .. فهو الذي ابتلاك .. وهو القادر على كشف ما ألم بك .. لقد أنفق والدها أموالاً طائلة في سبيل علاجها .. ولكن طبيب الجلدية أخبره بأن البثور الحمراء ، والممتدة من أنفها إلى منتصف جبينها لن تزول أبداً .. وأخبره كذلك .. بأن إجراء عملية تجميلية غير ممكن ، إذ أن بها مخاطر عديدة ، ولا يَأمن عاقبتها .. سلّم الجميع لأمر الله .. وسلمت سارة أيضا ، فهي الفتاة العابدة الصالحة .. صبرت على قضاء الله وقدره .. *** كانت سارة تنظر في المرآة إلى هذه البثور التي حولت بشرتها الصافية إلى لون داكن غريب ؛ فتتألم وينكسر خاطرها .. وفي أحد الأيام ، عادت كسيرة من المدرسة ..والهم والغم يعلو محياها .. اتجهت إلى غرفة نومها خلسة ، ولم تقبِّل جبين والدتها كالعادة .. أحست الأم بشيء غريب حدث لها .. طرقت الباب واقتربت منها ، فسمعتها تبكي ، ولها نشيج يكاد يقطع نياط القلوب .. فزعت الأم ، واحتضنتها ، واستخبرتها عن سر بكائها .. ؟! فقالت : زميلتي أمل .. ثم انخرطت في البكاء مرة ثانية ، إلا أنها استجمعت قواها وقالت .. إن زميلتي أمل قد جعلتني أضحوكة بين الطالبات اليوم .. لقد استهزأت بي .. وبالبثور التي تعلو هامتي .. لقد ضحكت جميع الطالبات علي ، حتى الحيطان والنوافذ ، بل والدفاتر والأوراق .. ثم كفكفت دمعاتها وقالت : أماه .. إني أحس بأن ذرات الهواء تعيبني ، وتضحك علي .. وأظن بأن الشمس تهرب من ملاقاتي عند المغيب .. بل وأشعر بأن ظلي الذي يلازمني ، والذي أعتبره أعز أصدقائي ، أشعر بأنه يشمت بشكلي ومنظري .. أماه .. لقد سئمت هذه الحياة .. لكم تمنيت أني مت قبل هذا ، وكنت نسياً منسياً .. ولم يقطع حديثها إلا دخول أختها حياة ، والتي كانت تسترق السمع إليهما .. فحاولت تهدئتها وتذكيرها بالله .. إلا أن ضعف النساء وقلة حيلتهن كان له النصيب الأعظم .. انخرط الجميع في البكاء ، وكأنهن في مأتم .. في مشهد يستدر الدمع .. *** وتوالت الأيام والأيام .. وأصبحت سارة فتاة يافعة ، تدبر أمر البيت ، وتوجه إخوتها ، وتصلح بيتها .. لقد أصبحت في سن الزواج ، فيا ترى من سيتزوجها ، ومن سيرضى بها ؟ ولكن الأرزاق بيد الله .. وبالفعل .. !! طرق بابهم شاب جميل .. ووسيم ،كان ذا خلق ودين .. ولما علمت سارة بقدومه خاطباً ، اعتلى وجهها البئيس حمرة خجلى ، وانكسار وحياء .. لبست أحلى ملابسها .. وتزينت وتجملت .. وياليتها لم تفعل .. !! فالخاطب لم يكن يطلبها ، بل كان يقصد أختها الصغيرة .. حياة .. عندما أخبروها بذلك ، حاولت أن تتصابر ، أو أن تتظاهر بالتجلد ، ولكن الموقف كان أشد من ذلك كله .. يالله .. ما أقسى هذه الحياة .. ما أشد أساها ، وما أكبر فتنتها وبلاءها .. هذه الحياة .. لا ترحم مسكينة أو أرملة ، ولا تعطف على بائسة أو قانطة .. هذه الحياة .. دار حزن وألم وحسرة .. فلك الله يا سارة .. فكم من مرة نظرتِ في المرآة فبكيتِ ، وكم مرة سمعت لمزاً وغمزاً فانكسرت .. سارة .. ترى الفتيات من حولها فرحات ، فهذه مخطوبة ، وهذه تستعد لحفل زفافها ، وتلك أم لطفلين .. أما هي ، فحبيسة غرفتها ، وأسيرة أنّتها .. هي لا تتمنى الزواج .. ولا تتمنى العيش الرغيد الهني .. إنها تأمل بألا ينظر إليها الناس بشماتة أو بشفقة .. إنها ترجو بأن تحادث الناس بحرية وطلاقة .. ولكن أنى لها ذلك ، وهذه البثور تعلو محياها .. *** وتمضي السنون والسنون .. والمعاناة ألِفتْ سارة ، وكذا ألفتها سارة .. إذْ أن بينهما عِشرة أربعين سنة .. أربعون سنة ، والألم لم يفارق وجنتيها .. فاتها قطار الزوجية ، وركب الحياة الهنية .. فيارب .. رحماك رحماك بهــا رحماك بدمعاتها الحرى رحماك بأناتها وتنهداتها *** سارة .. انبثق في ظلام حياتها نور خافت ؛ فقد أُخبرت أن داءها يمكن أن يُعالج .. هو مجرد خيط أمل رفيع ، وذرة رجاء .. فأسألكم أن ترفعوا أكف الضراعة في ظلام الليل البهيم ، وفي ثلث الليل الأخير ، وفي وقت السحر، وتسألوا الله بأن يرأف بحالها . محمد بن صالح الشمراني – الظهران الجمعة 6 / 2 / 1423 هـ ِabu_salee7@hotmail.com .... ولقب الأم المثالية - حصلت على لقب الأم المثالية الأولى لمدينتها وقريتها بصعيد مصر . - ،، ،، ،، ،، لمحافظة سوهاج ،، ،، - ،، ،، ،، ،، لجمهورية مصر العربية . تزوجها والدي وعمرها 14 عاما وهو ابن عمها بعد رحلة عذاب مع زوجة ابيها ، سافرت من صعيد مصرللقاهرة حيث كان عمل الوالد . رعم صغر سنها أنجبت 5 ذكور في خمسة سنوات . اعتنت بهم اعظم عناية رغم ثقافتها البسيطة . القصة الأولي :وهي تشبه قصة إحدى الصحابيات حدث في عام 1948 مرض فتاك لجميع أطفال مصر وهو الطاعون ، فكانت صابرة ومحتسبة لله ودعت " اللهم اقدم احدى أبنائي هدية لك في سبيل إنقاذ باقي أطفالي الأربع " وسبحان الله مرض الطفل الأصغر وقبل الله الدعاء ومات في ثاني يوم . وعاد المرحوم بإذن الله والدي من العمل وهو مجهد ، أخفت الأم دموعها ووضعت إبنها المتوفي على السرير ووضعت عليه الملاءة وكانه نائم . تجملت الأم وتزينت لإستقبال الوالد ، وأعدت له اشهى الطعام وأفضل من كل يوم ، وعند دخول الوالد سأل عن الإبن المريض فقالت له إنه في أحسن حال من الأول ويرقد في فراشه . اكل الوالد ، وإستراح ، وقضى حاجته ، ثم لاحظ الدموع في عين الوالدة فقال لها ماذا حدث ؟ قالت بثبات الأم المثالية المؤنة بقضاء الله وقدره ، لقد أعارك الله شئا ، وقد رد الله عاريته ، البقاء لله لقد مات ابنك . قال لها الوالد إني أعترف بأن إيمانك أقوى وأعظم من ايماني ، رغم أن سنك لم يتجاوز 18 عاما وأنا الآن بن 48 عاما . إنك بالضبط تمثلي نفس قصة الصحابية الصابر أيام الرسول عليه السلام . هذه هي البداية للأم المثالية ، وبعد هذا الحادث بأشهر قليله كان حملها وقد عوضها الله بالإبن الآخر . لكن على رأي المثل لم تتم الفرحة ، فبعد حوالة 6 أشهر من حملها كان الإختبار الأعظــــــــــــم ، لقد توفى الوالد فجأة وترك لها الأبناء الثلاث والرابع في بطنها . وصبرت وإحتسبت ذلك عند الله . لكن ما العمل ، حملت أطفالها وعادت من القاهرة الى بلدتها مركز طما بمحافظة سوهاج حيث العائلة . العائلة فقيرة . لا مصدر للرزق فقد مات الكفيل ، لكن الرزاق الله موجود بهذا الإيمان بدأ مشوار الحياة ، كانت تملك القليل من المال فأشترت ماكينة حياكة ، فكانت تجيد هذه المهنة من معلمتها بالمدرسة ، وبدأت تحيك الملابس للأسر بالبلدة والقرى المجاورة ، وكانت الكهرباء لم تصل للبلدة ولا المياة ، فكانت تخيط الملابس على لمبة الكيروسين ، وتأتي بالمياه من البئر أو من الأقارب . تجمعت العائلة وكان القرار ( حيث أنها كانت جميلة وذات السن 19 عاما) أنه لا بد لها من الزواج لحمياتها وتربية الأطفال . رفضت كل العروض رغم الإغراءات الشديدة وقالت قولتها المسموعة لكل أفراد العائلة " ا، الزوجة تتزوج رجل واحد لكن أنا تزوجت 4 رجال ، إنهم ابنائي " من الآن كرست كل حياتي لهم حتي الموت . أعتنت بنا بل كانت تذاكر لنا الدروس لأنها كانت تجيد القراءة والكتابة ، بل إعتنت بنظافتنا ومأكلنا وملبسنا من القروش القليلة من الخياطة ، والإعانة الشهرية التي كان يقدمها لنا فقط المرحوم الخال . إنتهت مرحلة التعليم المتوسط والثانوي بمدينة طما محاظة سوهاج وقال الأقارب كفي ولا بد من إيجاد عمل للأولاد وتزوجي ، رفضت وقالت بإذن الله سأستمر في التعليم حتي أعلى المراحل حتي الجامعة وبإذن الله الدكتوراة . بهذا الإصرار إنتقلنا إلى محافظة أسيوط حيث الجامعة وكنا بكليات الهندسة إثنين ، كلية التجارة واحد ، كلية الصيدلة الأصغر . لم نترك الوالدة وحدها في هذا الكفاح ، بدأنا في العمل مع الدراسة ، أحدنا أمين مكتبة ، والاخر سكرتير بمستشفي ، ... لقد علمت الإبرة والخياطة في أصبع الوالدة وعلم ذلك في أصبعها ، وقل بصرها فبدأت في لبس النظارة . إستمرت قصة الكفاح سنوات ، سنوات لكن لا بد من إختصار القصة لأنها تحتاج لمجلدات ومجلدات . ثمرة الكفاح للأم المثالية الأولى لمصر - الأكبر كبير بمعهد الادارة العامة بالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان - الأصغر مهندس إتصالات سلكية ولاسلكة بالمملكة العربيى السعودية , - ،، ،، ،، ،، ،، ،، ،، ،، - الأصغر والذي كان ببطن امه يوم وفاة الوالد دكتور ورئيس قسم الصيدلانيات لكلية الصيدلة جامعة الزقازيق ، دكتوراة في علاج أمراض السرطان والحاصل على أعلى جائزة لخبير مصرى لكليات الصيدلة للجامعات العربية . في هذا الصيف وبعد زيارة للأم المثالية بالإسكندرية وعودتي للعمل بدولة الكويت جاء خبر جلطة دموية في المخ للوالدة سلبت منها الذاكرة . سافرت فورا للقاهرة ، وتحسنت الأحوال وعدت للكويت ، وفي أول رمضان ، وفي يوم الجمعة ، ماتت أغلى أم في الوجود . لقد بشرت بالجنة من رسول الله لما معناه . - ماتت ولها أربعة أبناء . - ماتت بمرض . - ماتت يوم الجمعة . رحمت الله عليك يا أغلى أم في الوجود ابنك محمد نور الدين سيد أبوزيد والقصة طويلة ، والكفاح كان أطول . المؤمنة الصابرة حين يكون الحب ملء القلب ، ينضح على سلوكيات الإنسان ولابد .. وأعلى الحب وأرقاه وأزكاه وأحلاه : حب الله جل جلاله .. والحب فيه ، وله .. كانت فتاة كالزهرة ، وتزوجت رجلاً رأت أنه قادر أن يجمع لها الدنيا بين يديها ..! وسارت حياتهما شوطاً ، وأخذ الرجل يتكشف لها عما لا يسر ،ـ وسقطت أقنعته أكثر فأكثر حين مـنّ الله عليها وعرفت طريق الهداية من خلال صويحبات لها الرجل مسرف على نفسه للغاية ، مفرط في جنب الله ، غير مكترث لتعاليم الشرع ، قد انجرف في مخالفات كثيرة ، تعرضه لغضب الله وسخطه .. وضاقت عليها الدنيا بما رحبت ، ووقعت في حيرة من أمرها ، لا سيما بعد أن فشلت كل محاولاتها معه ، ونصحها له ، ووعظها إياه ، وشجارها معه .. وأشار إليها بعض أهلها بضرورة مفارقته ، وكذلك أشارت إليها بعض صويحباتها وتشددن في ذلك . لكنها رفضت في إباء ، وقالت في نفسها : تزوجته طمعاً في الدنيا ، فلما عرفت طريق الهداية أهجره وأفارقه ،؟ كلا .. ! بل سأستعين بالله عز وجل عليه .. سأزيده حباً ، ورعاية ، وحناناً ، وسأعمد إلى تغيير أسلوبي معه ، سأجتهد أن أقدم له ألواناً وضروباً من فن التعامل بما لم يشهده مني من قبل ، وفي الوقت نفسه سأجتهد _ قدر استطاعتي _ أن أطرق باب السماء بقوة وبلا ملل .. سأقوي علاقتي بالله عز وجل بإقبال أكثر ، ودعاء متصل ، وضراعة دائمة ، وصلوات ليل ، وصدقات ، وغير ذلك مما أتوسل به إلى الله سبحانه ليعينني على ما أريد الوصول إليه .. وسأتحمل سفاهته ، ولجاجته ، وما يمكن أن يفعله أو يقوله ، غير أني سأريه سلوكاً يرضي الله عز وجل ومضت شهور قاحلة .. وسماء المرأة لا يبين فيها شروق ..! غير أنها أصرت أن تواصل الطريق حتى نهايته ، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا .. - - تسير على خطين متوازيين : غيّرت سياستها معه واستعاضت عن نصحه المباشر بتسريب موضوعات مقروءة أو مسموعة لتصل إلى قلبه ، أو تشير إليه من طرف خفي إلى ما انتهى إليه كثير من المعرضين عن الله ، ونحو هذا والخط الآخر : أن تزداد إقبالاً على الله بالنوافل والضراعة والبكاء والدموع بين يدي الله .. قال الزوج بعد أن منّ الله عليه بالهداية ، وأنار الله بصيرته ، واشرق قلبه : كان لزوجتي اليد الطولى في هدايتي ، وإخراجي من ظلمات الغفلة والانحراف ، لقد صبرت عليّ وصابرت ، وتحملت ، واجتهدت معي اجتهاد طبيب متخصص ، مع مريض مدنف يوشك أن يموت ، وهو يجاهد أن يمسك عليه الحياة ..! لقد أظهرت ألواناً من الصبر وهي تحاول أن تأخذ بيدي شيئاً فشيئاً ، حتى كانت اللحظة التي تفتح فيها قلبي لنور الله جل جلاله ، فانخلعت من كل ما كنت فيه ، طلباً لتحصيل مرضاة الله عليّ .. والحمد لله رب العالمين .. وجزى الله زوجتي عني خير الجزاء إيمان فوق القمم إليكم أخوتي قصة هذه المرأة وأنا أعرفها تمامآ وقد ألححت عليها كثيرى لأكتب قصتها وكانت ترفض ولكني أقنعتها أن في نشر قصتها فوائد كثيره وشحذ للهمم للأقتداء بها ولو بشئ يسير من سيرتها وأن لها الأجر إذا أقتدي بها كثير من الأخوة والأخوات : فكان لي ذلك أولآ أخوتي هذه قصة حقيقيه وليسة من نسج خيالي حتي لا يظن أحدكم ذلك وهذه هي القصة : هذه أمرأة في العقد الرابع من عمرها لديها أولاد ألتزمت منذ ما يقارب 14 عامآ ، كانت فيها تواجه طوفان جارف ممن كانوا حولها كلهم يريد و منها أن تبتعد عن هذا الطريق ، ولكن كان الله معها وعلم صدق نيتها فأعانها بمددآ من عنده وزاد في أيمانها به في كل يوم يمر بها بفضل من الله ، فقرأت الألف من الكتب والمجلدات في العقيدة والرقئق والحديث والفقه لعلماء كثير منهم أبن تيميه وأبن القيم الجوزيه ومحمد بن عبد الوهاب وأبن الجوزيه وأبن حجر العسقلاني وعبد الرحمن الدوسري وسيد قطب وكتب كثيره لا أقدر أن أحصيها لكم وأيضآ الألف من الأشرطة لجمع من العلماء. هذا بالنسبة للذي قرأته : أما كيف تقضي وقتها فهو كالأتي تقوم الساعة العاشره والنصف صباحآ تصلي الضحي لمدة نصف ساعة ثم تدخل المطبخ ثم تصلي الظهر والراتبة التي قبله وبعده ثم تقرا القران وهي تختم القران كل خمسة أيام أو سبع ثم يأتي العصر فتصلي ثم تقرأ في كتب العلم وهي تنام في الليل فقط ساعتان وتقوم باقي الليل حتي شروق الشمس وتصلي ركعتان وتنام . وهي تصوم صيام نبينا داود عليه الصلاة والسلام أما أذا أتي رمضان فلها معه شأن أخر ، فهي تختم القران كل يومان في العشرين الأولي وفي العشرة الأواخر تختم القران كل يوم تقوم علي قد ميها من بعد صلاة العشاء حتي قبل الفجر بصف ساعة فتتسحر وتصلي وتنام وأكثر ما تنام في رمضان 4 ساعات فقط في اليوم وخاصة في العشر الأواخر : أسألكم بالله هل توجد أمرأه تعمل مثلها في هذا الزمن ؟؟؟عليكم الأجابة وهذه المرأة تقوم بمساعدة الأسر الفقيره بالطعام والملابس وبكل ما تستطيع به ، وهي أيضآ داعية ولكن بطريقة شراء الكتب والأشرطه وتوزيعها علي الناس. وقد رأت هذه المرأ ة روْيا في رمضان فسرها لها الشيخ يوسف المطلق بأنها علي الطريق المستقيم وأنها في زيات إيمان . وتقول هذه المرأة أنها أصبحت لا تأنس أبدآ بالناس وأصبح أنسها الوحيد هو الخلوة بالله ومناجاته والتزللو بين يديه ودعاءه حتي أصبحوا عندما يرونها علي هذه الحالة يقولون لها أنك سوف تفقدين بصرك هل أستجاب الله دعائك لو كنتي علي الحق لأستجاب الله دعائك وفرج عنك ولكنك علي الباطل لو كان هذه الذي تفعليه من دين محمد فنحن بريئين من هذا الدين . ولكن ياأخوتي الأهم من كل هذا أن هذه المرأة تعيش بين أوناس كلهم يريدون أن يثنوها عن هذا الطريق حتي أنهم قالوا لها أنك بك سحر وأتوا لها بالقراء وكل واحد يقول لهم ليس بها شئ ولكن لم يقتنعوا أبدآ . وفي مرة أخذوها بخدعة وقالوا لها سوف نذهب للعشاء عند قريب وذهبوا بها إلي مقرأ والله العظيم أنها تقول قبل أن يقرأ الرجل أمسك بها من عنقها وبمساعدة أولادها وزوجها وأخذ يضغط علي عنقها حتي كادة روحها أن تخرج وهي تتوسل لأولادها أن يخلصوها ولكن لم يستجب أحد منهم لها ، ولكنها صبرت وتحملت كل ذلك الأذي في سبيل دينها . وقد ضربت أيضآ وأدخلت المستشفي وأجريت لها عملية بسبب ذلك الضرب ولكنها لم تحد عن دينها مثقال ذره بل علي العكس ذاد إيمنها بالله وتمسكها بحبله المتين . وهم ما زالوا يريدون أن يثنونها عن الطريق حتي تكون مثلهم وعلي طريقتهم في اللهو والعب والخروج إلي الأماكن المخطلة والتبرج والسفور ، وهي في صراع معهم ولا ملجأ لديها تلجأ إليه إلا الله سبحانه وتعالي هذه هي المحنة العظيمه التي تعيشها هذه المرأة ، أخوتي : ما أردت بكتابة قصتها شهرة أبدآ ولكن لشحذ هممكم ودفعكم إلي الصبر إذا كان من بينكم من هو مبتلي في دينه لأن هذه سنة الله في خلقة ولا بد من الأبتلاء كما قال الله عز وجل { الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكذبين} هذه هي قصة هذه المرأة نقلتها لكم كما روتها لي : هذه أمرأة تفعل كل ذلك ونحن !! ! ! ! ! ! ! ! أترك لكم الفرصة حتي يراجع كل واحدآ منا نفسه ويحاسبها ماذا قدمة لهذا الدين العظيم. وفي الختا م أتمني من كل واحدآ منكم أن يتوجه إلي الله بالدعاء لهذه المرأء بظهر الغيب حتي يفرج الله ما بها وأن يجعل لها مخرجآ من هذا البلاء الذي هي فيه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " نســاء يكتشفن خيانـــة أزواجهن يعشن واقعاً أشد ألمـاً من وقع الحسـام ... نســاء يكتشفن خيانـــة أزواجهن بين ألم الفاجعة وخوف الفضيحة .. يتبدى تساؤل حارق.. هل تستمر العلاقة رغم حدوث الخيانة بين الزوجين؟ وكيف ستكون؟ ولماذا يلجأ الزوج للخيانة. وهو يعيش قصة حب قوية مع زوجته أو إحدى زوجاته؟ وهل يفرق بعض الرجال بين الحب أو الزواج وبين المتعة الجنسية؟ ومتى تسامح المرأة؟ وهل يثبت الرجل توبته النصوح؟ باختصار هذا ما حاولنا الإجابة عليه خلال هذا التحقيق الذي يكشف عن واقع أشد ألماً على نفوس أهله من وقع الحسام المهند فإلى الأسرار. فتون من الكويت تروي قصة خيانة زوجها لها بألم فتقول: - تزوجني زوجي لأكون امرأته الثانية الجميلة المتعلمة التي تليق بشخصه ومركزه ولو قيل لي يوماً أنه سيخونني لما صدقت إطلاقاً مهما كان المصدر. ولكن الذي أخبرني بفعل خيانته هو من لا أملك تكذيبه رغم أن العقل يشارك العينين نصف الحقيقة، ولكن تظل الحقيقة مؤلمة حتى لوجاءت ناقصة. والمعنى أنني سمعت. ذات ليلة صوت جلبة في مطبخ منزلي، فإذا بي أنطلق إلى المطبخ مسرعة وما أن وضعت يدي على مفتاح النور حتى وجدت زوجي يضع يده على فم الخادمة، وقد مزَّق ملابسها في حالة سكر ولم أصدق ما رأيت، بل سقطت مغشياً عليّ، وأصبت لمدة طويلة بعمى في عيني، تبين فيما بعد أنه عمى نفسي أو هستيري. والآن لاأعلم أي دواء بعد الله سيعيد لي اتزاني وراحة بالي، سيما أن لدي طفلتين من زوجي، وأمي لا تحب ضجيج الأطفال، وكل ما ادخرته من مال وظيفتي كنت أضعه في تزيين منزل زوجي الخائن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وعن مأساة قد يعجز القلم عن وصفها تذكر أم عمرحادثة أخرى من حوادث الخيانة قائلة: - في إحدى الإجازات القريبة كان زوجي في زيارة لإحدى البلاد لإحضار عمالة لبعض خدماته المتعلقة بالمؤسسة التي يمتلكها. وأثناء خروجه من الفندق الذي يسكن به هناك رأى زوجي رجلاً يقول أنه يعرف شكله، فهو أحد رجالات الحي الذي نسكن فيه وعندما تبين الأمر وجده مع امرأة قبيحة رغم ما يبدو على وجهها من أطنان الماكياج. وجسم كالبالون، وملابس بأوان مبهرجة فاقعة وقد خرجت معه من نفس شقته، المهم بعد عودة زوجي من السفر حكى لي ما شاهده، فإذا بي أتفاجأ بحقيقة زوج إحدى جاراتي المقربات والذي خدعها بقوله: أنه مسافر لبلد آخر في عمل رسمي، وهي في فترة النفاس، فأي هدية هذه التي يحملها لامرأة بعد ولادتها؟! يا للعجب!! جواهر ع. من قطر تقول: - في إحدى زياراتي العلمية لمدينة لندن أعجب بي وبتفوقي، شاب من نفس البلد الذي أنتمي إليه، وما هي إلا مدة يسيرة حتى تقدم إليّ، رغم الفروقات الشكلية والقبلية فيما بيننا، وعشنا معاً سنوات جميلة وعذبة، سافرت خلالها للعمل بإحدى البلاد الخليجية المجاورة وكنت أعود إليه على جناح الشوق نهاية كل أسبوع،وذات يوم رأيت ما لم يكن في الحسبان أبداً، رأيت بعض الحمرة على طرف غترته، وفي منديل جيبه، في البداية أخذت الأمر كمزحة، ولكن سرعان ما أبدى ارتباكه وتلعثمه، وعندما أخذت الأمر مأخذ الجد تبين لي أنه كان مع إحدى قريباته التي تغار مني، وتدعي أنها أجمل وأبيض مني، ولم أجد نفسي في لحظتها إلا وأنا أصفعه على وجهه بحرارة، وبراكين الأرض تغلي في صدري، وعدت بعدها إلى حيث مقر عملي ليلحق بي، ويعلن توبته الصادقة وندمه الشديد، ويؤكد أن الأمر مكيدة من قبلها وأنه لم يحدث شيء بينهما، سوى ما ظهر، وبصراحة من بعدها وأنا أصبحت أعيش في حالة من الصمت الرهيب، والنسيان الشديد، وأحاول جاهدة أن أسامح. ولكن كلما حاولت جادة، أعلن النسيان فشله على شاشة الذاكرة. نورة عبدالله تقول: - لم أكن أعلم أن الطعنة ستصيبني من عقر داري، وأنا من تسبب في ذلك دون علم بل لزيادة ثقتي بزوجي، عندما أحضرت خادمة فلبينية إلى المنزل. لم أكن أظن أن من أردتها لراحتي وخدمتي هي من شاركت في تدميري مع زوج عاقل كما كان يبدو. ذات يوم لا أنساه ولم أستطع نسيانه حتى اليوم صعدت إلى غرفة الخادمة حوالي الساعة الواحدة والنصف ليلاً. فور عودتي من بيت أهلي، وقد تأخر زوجي في إحضاري، بل أغلق جهاز الهاتف النقال ولم يرد على مكالماتي.. لإحضار المكواة الكهربائية وغرفتها في العليّة فإذا شبح الخيانة يمتثل أمامي. لأنسحب في صمت دون أن يشعرا بي. وتصرفت بهدوء ظاهر وأنا أبتلع موس الجرح حتى فاض بي جرحي وطغى ألمه وواجهت زوجي بعدها بأيام قليلة بمعرفتي بما حدث ونسبت ذلك إلى الخادمة مدَّعية أنها هي من أخبرني. وما كان من زوجي إلاأن أنكر وثار كالثور الهائج، وراح في حالة أقرب إلى الجنون خوفاً من الفضيحة يضرب الخادمة، وهي تصرخ تحته قائلة: (أنا ما في يعلم، أنا ما في يقول شيء)!! وأنا أنظر إليهما باستهتار بالغ. نورة م ش تقول بألم: - رأيت ذات يوم وأنا أنظف ملابس زوجي صورة لامرأة هندية في أحد جيوبه، فتفاجأت بذلك، وما لبثت أن واجهت زوجي بالأمر، وتفاجأت أكثر ببرود زوجي، أو محاولة في إظهار الأمر بالشكل الطبيعي،وإذا به يخبرني أنها صورة زوجة أحد العمال الذين يريدون إحضار عائلاتهم إلى البلد، ومرت الأيام وسافر زوجي مرة أخرى وإذا بي أجد بعد عودته عدداً من الصور لنساء هنديات وكانت إحداهن تمسك بيد زوجي في إحدى الصور وتبينت الأمر فإذا هي نفس صاحبة الصورة الأولى، فواجهت زوجي بصورة عنيفة، وهددته بترك المنزل. وظننت في البداية أنه قد تزوج علي بأخرى، فإذا به يحلف ويؤكد أنها علاقة غير رسمية، أو شرعية. فما كان مني إلا أن سقطت مغشياً عليّ وقد تزلزلت الأرض من تحت قدمي، فلو كان الأمر زواجاً أو أمراً حلالاً لكان أهون على كل حال، وطلبت منه الطلاق في الحال، ولم يوافق فحملت رضيعتي وذهبت لبيت أهلي، وعندما علم أولادي التسعة بخروج أمهم بنية اللاعودة، اتصلوا جميعهم في قلق وانشغال واستجداء للرجوع والآن أعيش في وضع لا يعلم به إلا الله هل أعود لأجل أولادي أم أثأر لديني وكرامتي؟! منقول من احد المجلات هذا حال صالونات التجميل هذه القصة طالعتنا بها إحدى الصحف الحكومية لإحدى الدول الخليجية ، وهذه القصة حدثت في مدينة مشهورة بالخليج مدينة التجارة والاستيراد في الشرق الأوسط 00 واليكم التفاصيل ( جلست إحدى زبائن إحدى صالونات التجميل على السرير المخصص للراغبات في نزع شعر الجسد والذي تقوم بالعملية هي امرأة من الجنسية الفلبينية والمشرفة على الصالون هي لبنانية الجنسية ، وأثناء اجراء العملية المذكورة إذ بتلك المرأة تنظر لأعلى السقف عند فتحة التهوية للتكييف المركزي في الصالون ترى شيئا صغيرا يتدلى من أعلى فتحة السقف ، فقامت على الفور وهي متعذرة بظروف المت بها وذهبت لأقرب مخفر للشرطة وأخبرته بالواقعة وبعد التأكد من صحة البلاغ توجه رجال الأمن الى الصالون المقصود واذ بهم يجدون كاميرا تصوير صغيرة الحجم ذات تقنية عالية تستخدمها صاحبة المحل بالتعاون مع مجموعة من الشباب ذوى الأخلاق الهابطة في تصوير زبائنها وهن عاريات لكي يتم بيع تلك الأفلام فيما بعد على أنها صور خليعة لنساء البلد ) فلاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم 000 فلتتأمل كل أخت في الله هذه النهاية وأن تقوى الله والبعد عن هذه العادات الدخيلة والتي كان لليهود والنصارى الدور الاكبر في ادخالها الى بلداننا والقصد معروف وهو افساد الأمة وضياع شبابها والذين هم عمادها وقوتها 00 ولتتنبه أخواتنا من أن تتأثر كما تأثر غيرها بتلك العادات الدخيلة ولتنأى بنفسها عن مواطن الرذيلة والفحشاء طاعة لله جل وعلا 0" فليقرأه من عنده غيرة موضوعي هذا كتبته بدموع عيني و دم قلبي .. فليقرأه من عنده غيرة كتبت الفتاة العفيفة في منتدى أنا المسلم : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إخواني و أخواتي الأحبة حدث لي موقف قبل عدة أيام عندما كنت في السوق لقضاء بعض الحاجات ... دخلت إحدى محلات أدوات التجميل و الاكسسورات و كان معي أخي ( عمره 11 سنة ) فشاهدت منظراً عجيباً كان في المحل رجل و زوجته و صاحب المحل و هو على ما يبدو لي ( يمني ) و كانت المرأة تبحث عن مستحضر تجميل يناسب لون بشرتها و عندما شاهد صاحب المحل حيرتها قال لها ( ما هو لون بشرة وجهك ؟ ) فقالت لون بشرتي كذا ... لالالا كذا فقال لها صاحب المحل حددي لون بشرتك حتى أشير عليك بما يناسبها و الزوج كالدجاجة واقف يتابع الحديث و يا ليته توقف عند هذا الحد ... بعدها قال لزوجتها خلاص ما هي مشكلة ( عند الضرورة تباح المحرمات ) اكشفي و جهك حتى يرى ما يناسبك من ألوان !! فالوقت ضاع علينا و نحن نبحث عن ما تريدين !!! و عندما همّت المرأة بكشف غطاءها .... عندها لم أتمالك نفسي و قلت له اتق الله تقول لزوجتك اكشفي و جهك من أجل علبة مسحوق تجميل ؟؟؟ أين الغيرة ؟؟؟ و مسكت المرأة جانباً وقلت لها بإمكانك أن تأخذي قائمة بالألوان من صاحب المحل معك للبيت و تسألي من لديها خبرة من النساء عن هذه الأمور قالت لي مشكورة على النصيحة و ذهبت و أخذت قائمة بالألوان و قبل أن تخرج هي و زوجها من المحل قال لي جزاك الله خيراً يا بنت الأصول ... انتهى ================ عن دما عدت للبيت لم استطع النوم ما زال ذلك الموقف يتكرر أمام عيني ( خلاص ما هي مشكلة ( عند الضرورة تباح المحرمات ) اكشفي و جهك حتى يرى ما يناسبك !! فالوقت ضاع علينا و نحن نبحث عن ما تريدين !!! ) واااااااافضيحتااااااه ..... وااااااامعتصماااااااااااه ..... وااااااإسلاماااااااااه أهذا هو حال رجالنا ؟؟؟ أين الغيرة ؟؟؟ أين أنتم من القصة التالية ؟؟ في زمن الخليفة العباسي المعتضد تقدمت امرأة إلى أحد القضاة فادعت على زوجها بصداقها ( 500 دينار ) فأنكر الزوج التهمة فجاءت ببينة لتشهد لها بها فقالوا نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا فلما صمموا على ذلك قال الزوج لا لا تفعلوا لا تكشفوا وجهها هي صادقة فيما تدعي فأقر بما ادعت لا لشيء إلا ليصون زوجته من الرجال أن ينظروا إلى وجهها فقالت المرأة ( لما عرفت أنه ما أقر إلا ليصون و جهها من الرجال ) هو في حل من صداقي عليه في الدنيا و الآخرة . أين أنتم منه ؟؟؟ أين الرجال ؟؟؟ أين أهل الغيرة ؟؟ أصون عرضي بمالي لا أدنسه **** لا بارك الله بعد العرض بالمال هذا و هو في ضرورة و عند قاضي أقر التهمة على نفسه ليحمي عرضه فما بالكم بمن يتجول في كل مكان و نساؤه كاشفات و سافرات ؟؟؟ أهذه هي شيم الرجال ؟؟؟ لا حول و لا قوة إلا بالله ... امرأة سعودية يقبلن يدها سبع نساء هذه مثال للمرأة المعتزة بدينها والتي تحمل بين جنبيها قلب ينبض بهم هذا الدين قلب عرف الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لم تتزعزع ولم تتقهقر قلب يحمل هم الدعوة ولكن مثلها قليل . هذه المرأة ( أم عبدالعزيز) وهي زوجة أحد الأطباء السعوديين من مدينة الرياض ذهبت هذه المرأة بصحبة زوجها إلى أحد المؤتمرات الطبية في أحد المدن الأوربية ذهبت وهي تعلم أن ربها في السعودية هو ربها في أوربا ذهبت وهي تعلم أن هنا رجال وهناك رجال التزمت بدينها وبتعاليم دينها وانعكس هذا على لباسها فكان الحجاب الكامل نزلت في تلك المدينة بالحجاب الكامل حتى أنك لاترى منها شيئا كانت تتنقل مع زوجها بين أروقة المؤتمر وهي سواد لا يعرف ما بداخله وكانت الأعين تتفحصها وتود أن تعلم ما هذا حجاب كامل وسط أوربا شيء لم يألفوه واجتمعت عليها كثير من النساء الأوربيات وهن بروفسورات قد بلغن من العمر سنينا وقلن لها ــــ وكانت تجيد اللغة الإنجليزية ــــ أنك ما لبستي هذا الشيء إلا وفيكي عيب أو وجهك مشوه ( وهذه فكرتهن عن الحجاب أنه يخفي القبح داخله ) أخذتهن جانبا وكشفت عن وجهها فإذا هي امرأة كأي امرأة أخرى لا قبح ولاتشويه بل نور إن شاء الله تحدثت إليهن وشرحت لهن وضع المرأة في الإسلام وعظمة المرأة المسلمة وتحدثت عن الإسلام عموما وبعد حوالي ثلث ساعة أعلنت سبع بروفسورات منهن الإسلام ودخلن في الإسلام والسبب ( أم عبدالعزيز ). ـــــــــــــــــــــ سبع بروفسورات في ثلث ساعة كم نحن مقصرين ؟ هذه المرأة لم تتنكر لدينها ولم ترم الحجاب وتذوب داخل هذه المجتمعات وتصبح رخيصة ذليلة بعد أن أعزهن الإسلام هذه هي المرأة المسلمة إذا قامت بدورها تقود العالم امرأة تقود البروفسورات !! وفقكي الله يا أم عبدالعزيز وحماكي ونفع بك الإسلام والمسلمين !! نشر في جريدة سعودية ـــــــــــــــــــــــــ صورة لأعداء المسلمين أعداء الحجاب أعداء الفضيلة والطهر والعفاف رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري وقبل أن نتطرق لهذه الزوجة لنتعرف على زوجها ،، أحمد بن أبي الحواري ( ريحانه الشام ) كما سماه الجنيد ،، من الأهل الورع والزهد ،، أحد تلاميذ أحمد بن حنبل ،، كان يقول : من أحب أن يعرف بشيءٍ م الخير أو يُذكر به ،، فقد أشرك في عبادته ، ومن عبدَ على المحبة ،، لا يُحب أن يرى خدمته سوى محبوبه ،، وقال: إني لأقرأُ القرآن ،، فأنظر في آيةٍ فيحار عقلي فيها ،، فأعجب من حفاظ القرآن كيف يهينهم النوم ،، وَيَسَعَهُم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا ،، وهم يَتلُون كلام الرحمن ؟؟ أمَا لو فهموا ما يَتلون ،، وعرفوا حقّه وتتلذّذوا به ،، واستحلَوا المناجاة به،، لذَهب عنهم النوم فرحاً بما رزقوا (1) .. هذا هو أحمد ( ريحانه الشام )،، فكيف كانت زوجته ،، إن أمراها كان أعجب منه ،، فسبحان الله الرزاق ،، سبحان الله تعالى المعطي الوهاب .. قال أحمد : قلت لرابعة وقد قامت بليل : قد رأينا أبا سليمان× وتعبدنا معه ،، ما رأينا من يقوم من أول الليل ،، فقالت : سبحان الله مثلك يتكلم بهذا ..؟؟!! إنما أقوم إذا نوديت .. قال : وجلست آكل ،، وجعلت تذكرني× ،، فقلت لها : دّعينا يَهنينا طعامٌنا .. قالت : ليس أنا وأنت مِمَّن ينغَّص عليه الطعام عند ذكر الآخرة .. قال زوجها( ريحانه الشام) : ربما نظرت إلى× وجهها ورقبتها ،، فيتحرك قلبي على رؤيتها ،، مالا يتحرك مع مذاكرتي أصحابنا من أثر العبادة .. وقالت لي( والحديث لأحمد ) : لست أحبك حب الأزواج .. إنما أحبك حب× الإخوان ،، وإنما رغبت فيك رغبة في خدمتك .. !!! وإنما كنت أحب وأتمنى أن يأكل مِلكي ومَالِي ،، مثلك ومثلُ إخوانك ،، قال أحمد : وكان لها سبعة آلاف درهم× فأنفقتها عليَّ ،، فكانت إذا طبخت قدراً قالت : كلها يا سيدي فما نضجت إلا بالتسبيح ،، وقالت لي : لست أستحل أن أمنعك نفسي وغيري ،، أذهب فتزوّجّ!!!× قال : فتزوجت ثلاثاً ،،وكانت تطعمني اللحم وتقول : اذهب بقوتك إلى أهلك .. ؟!!! × وكانت رحمها الله تقول : ما سمعت الأذان إلاّ ذكرت منادي القيامة ،، ولا رأيت الثلج إلا رأيت تطاير الصّحف ،، ولا رأيت جراداً إلى ذكرت الحشر (2) (1)من كتاب الصفوة / للجوزي (2) من كتاب رهبان الليل / لسيد بن حسين العفاني شتان بينهما قالت : كنت شابة يافعة أحب الحياة وأكره ذكر الموت ....!! أغادر مجلس رفيقاتي حالما تتحدث إحادهن عن حادث أليم أو موت مفاجىء أو مرض عضال !! وكنت أتابع أخبار الموضة بشغف وشوق أركض لأجل أن ألحقها فلا يفوتني منها خبر .. حتى عباءتي تلك السوداء لم تتركها الموضة على حالها فقد أغراني حب الجديد بأن أتفنن في طريقة لبسي لها فتراني حيناً أضعها على كتفي لاعلى رأسي لأجل أن أظهر زينتي وشيئا من أناقتي ..أما نقابي بل قل نقاب الفتنة فقد بدأت ألبسه تمشياً مع الموضة وتحججاً واهيا بعدم الرؤية ، عيناي أظهرتهما مكحلتين ..من خلال فتحات نقابي ، ومضيت أتابع عيون من حولي وتحملني غفلتي وسذاجتي على أن أشدو فرحاً كلما رأيت عيون المارة والمتسولين ترمقني بإعجاب أو استغراب ! وذات مرة سافرت إلى بلد غربي ولم أكتف بتجميل حجابي وحسب ولكنني رميت به في مقعد الطائرة التي أقلتني مسافرة ! وفي تلك البلاد شد بصري منظر امرأة متحجبة لايظهر منها شيء ، عباءة طويلة فضفاضة ، خمار طويل مسدل .. اقتربت منها سمعتها تتكلم بلهجة صرفة !! تعجبت وتساءلت أتراها امرأة عربية مقيمة اعتادت لغة القوم وتحثت بها بهذه الطلاقة والقدرة ! فضولي دفعني لأن أطرح عليها سؤالاً ! أعربية أنت ؟.... لاأنا كندية مسلمة دخلت الإسلام منذ سنة ونصف ومن حينها وأنا كما ترين أرتدي حجابي وأسير وعزتي وفخري بديني الجديد يسيران معي ... وضعت يدي على رأسي بحثت عن حجابي ! لم أجده تذكرت أني رميت به على مقعد الطائرة رددت كلمات ساخنة بيني وبين نفسي .. ياالله ... يارب ..أأجنبية لم تعرفك ولم تؤمن بك إلا منذ سنة ونصف وأنا .. أنا جدي مسلم وأبي مسلم وأمي وأخي بل قومي كلهم مســـــــــــــــــــلمون ....!! نشأت على طاعتك وتربيت في جو يؤمن أهله بك فكيف أتخلى بهذه السهولة عن حجابي وتتمسك هي به!! نقلا عن شريط : دمعة حجاب إيمان ورجاحة عقل امرأة عن الهيثم بن عدي الطائي عن الشعبي قال لقيني شريح فقال لي : يا شعبي عليك بنساء بني تميم فإني رأيت لهن عقولاً ، فقلت : وما رأيت من عقولهن ؟ قال: أقبلت من جنازة ظهراً فمررت بدورهن ، وإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجواري فعدلت إليها واستسقيت ، وما بي عطش .. قالت لي( العجوز ) : أي الشراب أحبّ إليك ؟ قلت : ما تيسر . قالت : ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإني أظنّ الرجل غريباً . فقلت للعجوز : ومن تكون هذه الجارية منك ؟ قالت : هي زينب بنت جرير إحدى نساء بني حنظلة . قلت : هي فارغة أم مشغولة ، قالت : بل فارغة .. قلت : أتزوجينيها ؟ قالت : إن كنت كفاء !! فتركتها ومضيت إلى منزل لأقيل فيها فامتنعت من القائلة ، فلما صليت الظهر أخذت بيد إخواني من العرب الأشراف علقمة ، والأسود ، والمسيب ، ومضيت أريد عمها ، فاستقبلنا وقال : ما شأنك أبا أمية ، قلت : زينب ابنة أخيك . … فلما صارت في حبالى ندمت وقلت : أي شيء صنعت بنساء بني تميم … وذكرت غلظ قلوبهن ، فقلت : أطلقها .. ثم قلت : ولكن أخل بها فإن رأيت ما أحب .. وإلا كان ذلك … فلو شهدتني يا شعبي وقد أقبلت نساؤها يهدينها حتى أدخلت عليّ فقلت : إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين ، ويسأل الله تعالى من خيرها ،وتعوذ من شرها ، فتوضأت فإذا هي تتوضأ بوضوئي , وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي ، فلما قضيت صلاتي أتتني جواريها فأخذن ثيابي وألبستني ملحفة قد صبغت بالزعفران ، فما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناصيتها , فقالت : على رسلك أبا أمية ، ثم قالت : الحمد لله أحمده و أستعينه وأصلي على محمد وآله ، أما بعد فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك ، فبين لي ما تحب فآتيه ، وما تكره فأجتنبه ، فإنه قد كان لك منكح في قومك ، ولي في قومي مثل ذلك ، ( أي أن لي ولك في قومنا من كان أحق فينا ) ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به ، إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولك ولجميع المسلمين .. قال : فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع ، فقلت : الحمد لله ، أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله ، أما بعد فإنكِ قلت كلاماً إن ثبتِ عليه يكن ذلك حظاً لي ، وإن تدعيه يكن حجة عليك ,, أحب كذا واكره كذا .. وما رأيت من حسنة فابثثيها ,, وما رأيت من سيئة فاستريها . فقالت : كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ . قلت : ما أحب أن يملني أصهاري .. قالت : فمن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له ، ومن تكرهه أكرهه ..؟؟ قلت : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء . قال: فبت معها يا شعبي بأنعم ليلة ومكثت معي حولاً لا أرى منها إلا ما أحب ، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء ، وإذا أنا بعجوز في الدار تأمر وتنهى .. قلت : من هذه ؟ !! قالوا : فلانه أم حليلتك . . قلت : مرحباً وأهلاً وسهلاً . فلما جلست أقبلت العجوز فقالت : السلام عليك يا أبا أمية .. فقلت : وعليك السلام ومرحباً بك وأهلاً وسهلاً . قالت : كيف رأيت زوجتك ؟ قلت : خير زوجة ، وأوفق قرينة ، لقد أدبت فأحسنت الأدب ، وريضت فأحسنت الرياضة ، فجزاك الله خيراً ، فقالت : يا أبا أمية إن المرأة لا يرى أسوأ حالاً منها في حالتين . قلت : وما هما ؟ قالت : إذا ولدت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها ، فإن رابك مريب فعليك بالسوط ، فو الله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة ..!!!! فقلت : والله لقد أدبت فأحسنت الأدب ، وريضت فأحسنت الرياضة .. قالت : كيف تحب أن يزورك أصهارك ؟ قلت : ما شاءوا ، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية ، فمكثت معي يا شعبي عشرين سنة لم أعب عليها شيء ، وكان لي جار من كنده يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك : رأيت رجالاً يضربون نساؤهم فشـــــلت يميني يـــــوم تُـضـربُ زينبُ أأضربُها من غيرِ ذنبٍ أتت به فما العدلُ مني ضرب من ليس يذنِــــبُ فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكب إذا طلـــعت لـم يبـد منـهـن كــوكــــــــــــبُ من كتاب المستطرف لشهاب الدين